Tuesday, September 04, 2007

لماذا أمرت "شجرة الدر" بمحاسبة الدستور؟

لماذا أمرت "شجرة الدر" بمحاسبة الدستور؟
من قرأ العدد الأسبوعي الأخير من الدستور ويعرف طبيعة "شجرة الدر" يمكنه أن يفهم ببساطة من الذي أمر باستدعاء إبراهيم عيسى ومحاسبته ومحاسبة الجريدة في موضوع الشائعة الذي تناولته كافة الصحف المصرية تقريبا ولماذا "جريدة الدستور" بالذات دونا
عن بقية الصحف..
دراسة روسية تكشف دهاليز حكم مصر من قصر العروبة
ـ سوزان لها نفوذ كبير في مصر.. بل إنها تشارك في تشكيل الحكومة وعندما دخل الرئيس أسبوعا في المستشفى تولت سوزان قيادة البلاد
ـ اسم سوزان مبارك يسمع كثيرا في العالم العربي أكثر من اسم مبارك نفسه
ـ هناك انطباع لدى المراقبين أن حسني وسوزان خصمان سياسيان متنافسان
ـ سوزان مبارك تصر باستماتة على تولي ابنها الرئاسة
ـ حلم سوزان أن يتنحي مبارك ويسلم السلطة إلى ابنه لضمان مستقبل أسرتها

الدراسة كتبها نارجيز أزادروفا في صحيفة كومرسانت الروسية
وترجمها أيمن شرف

ـ مبارك مازال يتصرف كرجل عسكري يعطي الأوامر ويتوقع الطاعة من الآخرين ويجد
صعوبة فى احتواء غضبه عندما ينتقد شخص آخر آراءه
ـ أحيانا ما يتحدث بالروسية مع الرئيس فلاديمير بوتين دون أن يحتاج إلى مترجم
ـ السبب الحقيقي في تصعيد مبارك سياسيا هو عدم خبرته السياسية وضمان تأييد الجيش وجيهان السادات تقول إن السبب هو ولاء مبارك التام وأنه بلا أي طموحات شخصية
ـ أولى خطوات مبارك في السلطة هي فرض حالة الطوارئ
ـ عشقه لجمال عبد الناصر جعله يسمي ابنه على اسم الرئيس السابق
ـ كان ظل السادات في جميع اجتماعاته الرسمية ومقابلاته أو رحلاته إلى الخارج
ـ في خطبه يعرب مبارك عن تأييده أو على الأقل يمتنع عن انتقاد السياسة الأمريكية في العراق وفلسطين ولبنان
ـ يحاول مبارك إعطاء انطباع بأنه شخص يحترم القيم الغربية لكنه غير ديموقراطي على الإطلاق وليس مستعدا لتحمل أي معارضة

الرئيس المصري محمد حسني مبارك هو الزعيم الأكثر مرونة في العالم العربي، ويبلغ من العمر (79) عاما، وقد انتخب رئيسا لمصر للمرة الخامسة في سبتمبر 2005. بأغلبية ساحقة 88 بالمئة من الأصوات وفقا للإحصاءات الرسمية.

يقدم سفير روسيا في مصر ميخائيل باجدانوف تفسيرا لسر طول الفترة التي قضاها الرئيس المصري في منصبه. هو أن "الرئيس مبارك يتسم بالحكمة والاعتدال والتمرس في القضايا الداخلية والخارجية وكذلك في الشئون العسكرية. وهو متحدث إعلامي جيد. والقادة العرب يجيدون عادة قدرات الخطابة وخاصة في التجمعات. ولكن مبارك لا يستطيع فقط توصيل رسالته بوضوح لكنه يستطيع أيضا أن يتكلم بلغة الشعب. فقد جاء من مكان ناء. وولد في أسرة قروية ولهذا السبب يحبه الناس ويحترمونه".

مبارك كطيار عسكري

ولد مبارك يوم 4 مايو 1928، في قرية صغيرة اسمها كفر المصيلحة. وكان والده يمتلك قطعة أرض صغيرة ويعمل أيضا في إدارة للشئون القانونية في المحافظة. وكان لحسني مبارك كثير من الأصدقاء من بين أطفال الفلاحين المصريين. وكانوا يذهبون معا إلى مدرسة على بعد كيلومترين من القرية. ويتذكر مدرسوه أن الطالب حسني مبارك كان مختلفا عن أقرانه إذ كان مجتهدا ومثابرا. وكان والده يحلم أن يواصل دراسته في جامعة القاهرة ليصبح مدرسا. لكن حسني مبارك كان ميالا أكثر إلى وظيفة عسكرية. وقرر دخول الأكاديمية العسكرية المصرية، وهي واحدة من أكبر الجامعات المصرية.

وبعد حصوله على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية برتبة ملازم، دخل حسني مبارك أكاديمية القوات الجوية التي لا يدخلها سوى أفضل خريجي الأكاديمية العسكرية المصرية. وكان حسني أفضل الطلاب في صفه. وكما يتذكر زملاؤه من الطلبة لم يدخن مبارك ولم يشرب الخمر أبدا. وإنما كان مهتما جدا بالرياضة، ومهتما إلى حد ما بالسياسة ويفضل أن تركيز كل جهده للمذاكرة. وكان حسني مبارك رجلا عسكريا مثاليا. ويقول أحد زملائه في أكاديمية القوات الجوية "كان مبارك نموذجا للرجل المنضبط، وكانت سماته القيادية واضحة بحيث اختير معاونا لرئيس هيئة الأركان في الأكاديمية في السنة الأولى من عمله. وبعد ذلك كُلف بالعمل في الأسراب المقاتلة في حلوان، ثم انتقل إلى قوات القاذفات. وكانت المدة التي قضاها في التدريب على الطيران أعلى بكثير من بقية الطلاب".

وعندما كان عمره 31 عاما أصبح حسني مبارك قائد قاعدة. ولتطوير مهارات قيادة الطائرة "إل- 28" القاذفة تم إرساله إلى الاتحاد السوفيتي للتدريب. وذهب إلى الاتحاد السوفيتي للمرة الثانية في عام 1964 لتلقي تدريب على قيادة الطائرة القاذفة الثقيلة "تو-16". ويلاحظ من يكتبون سيرة مبارك أنه تعلم اللغة الروسية جيدا أثناء وجوده في الاتحاد السوفيتي. "ومازال مبارك يستطيع تكلم اللغة الروسية. فخلال محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو أحيانا ما يتحدث معه دون أن يحتاج إلى مترجم" كما يقول السفير ميخائيل بوجدانوف.

وبعد أن هزمت إسرائيل الجيش المصري في 1967، ودمرت قواته الجوية بالكامل تقريبا تم تعيين حسني مبارك رئيسا للكلية العسكرية في بلبيس. وكان هدفه زيادة قدرة الطيارين وخفض فترة التدريب من أربع سنوات الى سنتين. وكان مبارك يقضي الليل والنهار في الكلية ليقوم بإصلاح كلية الطيران. وكان عمله ملحوظا. ففي عام 1969 قرر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تعيينه رئيسا لهيئة أركان القوات الجوية المصرية. وكان حسني مبارك يعشق جمال عبد الناصر، ولذلك سمى ابنه على اسم الرئيس السابق.

وفي عام 1972 عمل مبارك نائبا لوزيرالدفاع ومسئولا عن إعادة تنظيم القوات الجوية المصرية. وقد أظهرت حرب أكتوبر تقدما كبيرا في تطوير سلاح الجو المصري، مما جعل من حسني مبارك بطلا قوميا. ورقاه الرئيس أنور السادات إلى رتبة قائد القوات الجوية، ومنحه نجمة سيناء، وهي أعلى وسام عسكري في مصر.

اختياره نائبا للرئيس

وفي عام 1975 عينه أنور السادات نائبا للرئيس. وقدم السادات التفسير التالي لهذا الاختيار: "جعلته نائبي ليس لأنه كان طيارا أو قائدا للقوات الجوية. اخترته لأنه مصري أصيل.. إنه مقاتل مصري في صموده وقوته وخبرته. لقد خاطر بحياته ولم يهب الموت من أجل حمايتنا". لكن السبب الحقيقي في تصعيد مبارك سياسيا هو في الحقيقة عدم خبرته السياسية. وترى زوجة أنور السادات، جيهان السادت، أن اختيار زوجها لمبارك هو ولاؤه التام وأنه بلا أي طموحات شخصية.

وهناك سبب آخر جعل السادات يختار مبارك ليكون الرجل الثاني في البلاد. فالرئيس الراحل أراد أن يضمن تأييد الجيش. ومبارك كان بطلا في مطلعالسبعينات. وكان قائدا مقاتلا يتمتع بسمعة طيبة ولم يكن فاسدا ومعروفا بالاستقامة.

وعندما تولى مبارك منصب نائب الرئيس بذل كل ما يستطيع لإتقان وظيفته السياسية الجديدة. وأصبح ظل السادات في جميع اجتماعاته الرسمية ومقابلاته أو رحلاته إلى الخارج.

وبمرور الوقت بدأ السادات في إسناد مهمات كبيرة إلى نائبه. ففي أواخر السبعينات أعطى مبارك صلاحيات استثنائية لتسوية النزاع في إفريقيا جنوب الصحراء. وفي عام 1980 تولى مبارك الإشراف على المخابرات والأمن. وفي يناير 1981 تولى رئاسة الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم.

مبارك كرئيس لمصر

كان حسني مبارك على بعد سنتيمترات من الموت في 6 أكتوبر 1981، عندما اغتيل الرئيس أنور السادات في عرض عسكري. وبعد أسبوع أصبح حسني مبارك رئيسا لمصر.

وكانت أولى خطوات مبارك في السلطة هي فرض حالة الطوارئ. ومازال قانون الطوارئ ساريا في مصر منذ ذلك الحين. واعتقل قتلة السادات وأعدموا. وأصبح معروفا عن الرئيس الجديد أنه رجل حذر وواقعي. وانتشرت أجهزة المخابرات في جميع قطاعات الحياة في مصر.

واعتمادا على التجارب الأليمة التي مر بها خلفه حاولحسني مبارك ألا يتخذ قرارات جذرية في السياسات الداخلية أو الخارجية. وفي السنوات الأولى من ولايته قمع جميع المنظمات المتشددة، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين والتي مازالت محظورة كحزب سياسي لكنها تعمل كمنظمة خيرية. وفى نفس الوقت، أطلق سراح 4000 ناشط إسلامي كانوا قد دخلوا السجون في عهد السادات. ولأنه رأى أن المصريين قد ضجوا من الفساد في حاشية السادات، قدم الرئيس الجديد شقيق الرئيس السابق وأبناءه إلى المحاكمة.

وحسني مبارك يستخدم تكتيكات مماثلة في مجال السياسة الخارجية، متبعا منهج الحياد الإيجابي في العلاقات مع الولايات المتحدة. ومبارك يعتمد اعتمادا كبيرا على المساعدات الأمريكية الكبيرة. وفي خطبه يعرب عن تأييده أو على الأقل يمتنع عن انتقاد السياسة الأمريكية في العراق وفلسطين ولبنان. لكن المظاهرات الحاشدة لدعم الأشقاء المسلمين كثيرا ما تجعله يلقى بثقله خلف العرب كما حدث بعد عملية اسرائيل العسكرية في لبنان عندما أدان العدوان الإسرائيلي. وقد رفض مبارك بعناد مساعدة امريكا في بناء قاعدة عسكرية في البحر الأحمر، وقال إن مصر ستبنى القاعدة وحدها وتحتفظ بالسيطرةعليها.

وكانت إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدول العربية عام 1987 والتي قطعت بعد توقيع أنور السادات معاهدة السلام مع إسرائيل نجاحا لمبارك في السياسة الخارجية. وكانت علاقاته مع الاتحاد السوفيتي في 1984 طبيعية.

لكن الدبلوماسيين الغربيين يشيرون إلى أن حسني مبارك في المحادثات مازال مازال يتصرف كرجل عسكري يعطي الأوامر ويتوقع الطاعة من الآخرين. ويقول أحد الدبلوماسيين أنه "يجد صعوبة فى احتواء غضبه عندما ينتقد شخص آخر آراءه. ومن ناحية يحاول مبارك إعطاء انطباع بأنه شخص يحترم القيم الغربية. لكنه على صعيد آخر غير ديموقراطي على الاطلاق في الواقع، وليس مستعدا لتحمل أي معارضة.. لكنه لم يكن ليستطيع الاحتفاظ بالسلطة في مصر لفترة طويلة ما لم يكن يستطيع توقع التهديدات الوشيكة والقضاء عليها. إنه متجبر وحذر في نفس الوقت".

ماما سوزان

واسم سوزان مبارك زوجة الرئيس يسمع كثيرا في العالم العربي ربماأكثر من اسم مبارك نفسه. مما يعطي الانطباع أحيانا أن حسني وسوزان خصمان سياسيان متنافسان. وقبل الانتخابات الرئاسية في عام 2005 بفترة وجيزة، تناولت صحف المعارضة المصرية فضيحة داخل عائلة مبارك هي احتدام الصراع على منصب الرئاسة. وكانت سوزان تريد أن يصبح ابنهما جمال رئيسا لمصر في عام 2005. ورد مبارك على النحو التالي: "مصر دولة جمهورية، وليس هناك سبب لتسليم السلطة بالوراثة. وهذا لن يحدث".

ومن الصعب معرفة سبب إصرار سوزان مبارك باستماتة على تولي ابنهاالرئاسة. وربما أن طموحاتها السياسية هي السبب. وكثيرا ما تُقارن في العالم العربي بهيلاري كلينتون. فسوزان مثل هيلاري ترأس مشرعات لرعاية الأمومة والطفولة في جميع أنحاء البلاد وتتدخل في قضايا التعليم والرعاية الصحية. وتلقي خطابات على شاشة التلفزيون حول هذه الموضوعات مما أعطاها لقب "ماما سوزان".

وسوزان لها نفوذ كبير في مصر، بل إنها تشارك في تشكيل الحكومة. وعندما أغمي على حسني مبارك أثناء إلقائه لخطاب في مجلس الشعب واضطر إلى قضاء أسبوع في المستشفى، تولت سوزان قيادة البلاد.

وجهود ماما سوزان السياسية والاجتماعية توحي بأنها تتطلع إلى السلطة عن طريق تولي ابنها جمال، المتأثر بها جدا، منصب الرئيس. لكن أمنيتها أن يتنحي حسني مبارك ويسلم السلطة إلىنجلهما يمكن تفسيرها بحرص زوجة على زوجها وأسرتها وضمان مستقبل لهم. ومن الصعب أن يواصل الرئيس مبارك (وهو الآن 79 عاما) رئاسة بلاده حتى عام 2011 في ظل اعتلال صحته، وفي نفس الوقت تستطيع حاشيته أن تستولي على السلطة.

2 Comments:

At 11:23 AM, Anonymous Anonymous said...

العزبز ايمن بك ،
قرأيت مقالك الرائع وارجو السماح بنشر ترجمتك للدراسة الروسية على موقع الحركة.. وفى انتظار ردك كل التقدير و الشكر المقدم

 
At 12:21 AM, Blogger aymansharaf said...

الأستاذ ساهر جاد
شكرا على اهتمامك بالطبع يمكنك إعادة نشر الدراسة في موقع الحركة
مع خالص التقدير

 

Post a Comment

<< Home