Tuesday, November 29, 2005

الفيلم الوثائقي "التجريس هو الحل" على قناة الطفل المعاصر



تخيلات مستقبلية لما يمكن أن يحدث بعد خمسين عاما
تنشر تباعا في صحيفة الكرامة المصرية

عرض أمس على قناة الطفل المعاصر الفيلم الوثائقي "التجريس هو الحل"، وحظي الفيلم بنسبة مشاهدة عالية للغاية، بلغت –حسب تقديرات وزارة الرأي- عشرين مليون مشاهد في مصر، وخمسين مليون أخرى في العالم العربي، واستقطبت القناة للمرة الأولى أعداد غفيرة من المشاهدين كبار السن نظرا لطرافة الموضوع.

الفيلم يصور مشاهد من وقائع تجريس المسئولين السابقين الذين اعتادوا إصدار تصريحات كاذبة أو بيانات ملفقة لتبرير قراراتهم، أو تضليل الرأي العام، منذ صدور قانون التجريس قبل عشرين عاما وحتى اليوم.

وتخلد مشاهد الفيلم في المقام الأول يوما مشهودا في تاريخ مصر الحديث وتاريخ مدينة القاهرة بالذات حيث توقفت حركة المرور بالكامل وطافت في شوارع أحياء القاهرة مواكب تجريس كبار المسئولين السابقين يركبون بالعكس (وجوههم للخلف وظهورهم للأمام) حميرا مدهونة بالزفت الأسود ومكتوب على كل حمار اسم راكبه، أما المسئولون الراحلون أو الغائبون الذين غادروا البلاد نهائيا وتعذر إحضارهم لتنفيذ العقوبة فقد سارت حمير تحمل أسماءهم فقط في الموكب تأكيدا على العقوبة المعنوية لهم، وحفاظا على كرامة الحمير واستجابة لمطالب جمعية الرفق بالحيوان واحترام حيوانيته لم تكتب أسماء المسئولين كما هي وإنما كتبت بطريقة إشارية موحية، فحملت بعض الحمير أسماء مثل "حمدي كبارك" و"أعسر كفيف" و"كنال الفاسلي" و"غفوت الطريف" و"عاطس عتيد" و"أمامة الفار" و"أهتم أبو الظيط" وكانت أشهر حالات التجريس في أحياء مصر الجديدة والمعادي ومدينة 6 أكتوبر والمهندسين، وسارت المواكب الغفيرة يتقدمها أطفال يرتدون ملابس جديدة بعد أن اعتبر ذلك اليوم عيدا وطنيا من الدرجة الأولى، يرددون هتافات ابتكروها من وحي اللحظة مثل "فات.. فات وف ديله سبع كدبات" و"حني ديلك يا عصفور.. الكداب ما يشوفش النور"، و"كدبة بيضا كدبة سوده.. التجريس على آخر موضة".

وشمل الفيلم أيضا مقابلات مع عدد من الأطفال المشاركين في ذلك اليوم، قال أحدهم "هوه ده اليوم اللي كنت بتمناه من زمان.. معقول الكبار كل شوية يقولولنا الكدب عيب والكدب حرام واللي هيكدب هيروح النار، وهمه بيكدبوا ليل نهار"، وقال طفل آخر "الحقيقة الحمير هي اللي صعبانة عليه.. تعبت النهارده جدا، لكن عقاب الكدابين ضروري علشان يحرموا".

وبالإضافة إلى زفة الحمار حدد القانون، الذي اشتمل على بند التنفيذ بأثر رجعي، عدة أنواع من التجريس من بينها منع ظهور صورة المسئول في أي صحيفة أو وسيلة إعلام أخرى بدون أن يرسم على رأسه قرون تمييزا له عن المسئولين المحترمين الذين يدلون بتصريحات صحيحة، وقد قررت وزارة التربية والتعليم وضع الفيلم الوثائقي "التجريس هو الحل" ضمن برنامج المقررات المصورة في المدارس بالمراحل الابتدائية والإعدادية، وتوقع خبراء تربويون أن يكون للفيلم تأثيره على مستوى أداء الأطفال عندما يصبحون مسئولين في المستقبل.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home