الفاشلون السياسيون في مستشفيات الأمراض العقلية
تخيلات مستقبلية لما يمكن أن يحدث بعد خمسين عاما
تنشر تباعا في صحيفة الكرامة المصرية
في المعرض الفني الذي نظمته للمرة الأولى مستشفى أمنحتب للأمراض العقلية بالإسكندرية كان ملفتا للانتباه رسوم نزلاء عنبر المرضى النفسيين السياسيين، وحصل اثنان من المرشحين السابقين لمجلس الشعب سبق أن عولجا في المستشفى على الجائزة الأولى والثانية لأفضل لوحة فنية، اللوحة الأولى تصور فرخة تبيض بيضة من الذهب وعلى رقبتها آثار دماء، وكتب صاحبها تحتها، "ذبحوا الفرخة"، واللوحة الثانية تصور بطيخة كبيرة في المنتصف، وكتب صاحبها تحتها "الدايرة بطيختي".
وعن دلالة اللوحتين قال الأستاذ الدكتور سامي الرحماوي رائد علم النفس السياسي في مصر إن الرمز واضح، والفرخة التي تبيض ذهبا والبطيخة هما الدائرة الانتخابية التي فقدها كل منهما، ومن يشار إليهم بذبح الفرخة هم خصوم المرشح السابق الذين أطاحوا به، لكنهما تشيران أيضا إلى قرب شفاء المريض، ونحن نستخدم الرسم هنا لاستكشاف مدى وعي المريض بأزمته، حيث يأتي من نسميهم "مرضى الأزمات السياسية الحادة" إلى المستشفى وهم في حالة تشوش كامل، وغير قادرين حتى على تحديد هويتهم، ومع العلاج بالرسم ووسائل أخرى نساعد المريض الذي فقد صلته بالواقع على العودة إليه تدريجيا، فتكون رسومه مجموعات من الخطوط العصبية غير المترابطة ثم ترتقى إلى الرمزية فالتعبيرية المباشرة، وبعدها يتوقف عن الرسم ويبدأ في الكتابة أو التعبير المباشر باللغة.
وعن انتشار الأقسام المتخصصة في علاج المرضى النفسيين السياسيين في كثير من مستشفيات الأمراض العقلية في مصر، أضاف د.الرحماوي ضاحكا، يبدو أننا مقبلين على افتتاح أقسام بأسماء أحزاب سياسية بعينها، فهناك تشابه كبير بين المرضى في كل حزب.
وفي تحليله للقاسم المشترك بين الشخصيات السيكوباتية السياسية قال د.الرحماوي الذي عولج عنده أساطين الحزب البائد ورموزه، وصاحب المؤلفات العديدة في علم الأمراض النفسية السياسية مثل "الشيزوفرينيا في لجنة السياسات"، و"هلاوس ما بعد الانتخابات" و"الصرع الديموقراطي"، و"بارانويا الكرسي والظلام النفسي"، إن "الحياة السياسية في مصر أفرزت على مدى زمي طويل شخصيات ذات ميول بارانويا مركبة، تعيش حالة دائمة من جنون العظمة مختلطة بإحساس عميق بالوضاعة والدونية وتفاهة الذات، يحرص صاحبه على كبته، بالإضافة إلى مشاعر هي خليط من الكراهية والاحتقار الشديد للآخرين، وأشهر نموذج ندرسه لطلبة الأمراض النفسية السياسية هو "مقتضى مغدور" والذي شكل تحليل شخصيته وأعراض حالته البدايات الأولى لتأسيس ذلك العلم في مصر، وهو شخص عدواني شرس يكذب مثلما يتنفس ويخفي بداخله بلطجيا صغيرا، وتتركز أزمته في التعامل مع الآخرين الذين يكرههم أنه يحتاجهم بشدة، وعندما يتخلون عنه بسبب انكشافه أمامهم تحدث الصدمة، فيخرج إحساسه الحقيقي العميق الذي يكبته بأنه وضيع وتافه، وهي أول خطوة في علاج مثل هؤلاء الأشخاص "صدمة الفشل السياسي".
تنشر تباعا في صحيفة الكرامة المصرية
في المعرض الفني الذي نظمته للمرة الأولى مستشفى أمنحتب للأمراض العقلية بالإسكندرية كان ملفتا للانتباه رسوم نزلاء عنبر المرضى النفسيين السياسيين، وحصل اثنان من المرشحين السابقين لمجلس الشعب سبق أن عولجا في المستشفى على الجائزة الأولى والثانية لأفضل لوحة فنية، اللوحة الأولى تصور فرخة تبيض بيضة من الذهب وعلى رقبتها آثار دماء، وكتب صاحبها تحتها، "ذبحوا الفرخة"، واللوحة الثانية تصور بطيخة كبيرة في المنتصف، وكتب صاحبها تحتها "الدايرة بطيختي".
وعن دلالة اللوحتين قال الأستاذ الدكتور سامي الرحماوي رائد علم النفس السياسي في مصر إن الرمز واضح، والفرخة التي تبيض ذهبا والبطيخة هما الدائرة الانتخابية التي فقدها كل منهما، ومن يشار إليهم بذبح الفرخة هم خصوم المرشح السابق الذين أطاحوا به، لكنهما تشيران أيضا إلى قرب شفاء المريض، ونحن نستخدم الرسم هنا لاستكشاف مدى وعي المريض بأزمته، حيث يأتي من نسميهم "مرضى الأزمات السياسية الحادة" إلى المستشفى وهم في حالة تشوش كامل، وغير قادرين حتى على تحديد هويتهم، ومع العلاج بالرسم ووسائل أخرى نساعد المريض الذي فقد صلته بالواقع على العودة إليه تدريجيا، فتكون رسومه مجموعات من الخطوط العصبية غير المترابطة ثم ترتقى إلى الرمزية فالتعبيرية المباشرة، وبعدها يتوقف عن الرسم ويبدأ في الكتابة أو التعبير المباشر باللغة.
وعن انتشار الأقسام المتخصصة في علاج المرضى النفسيين السياسيين في كثير من مستشفيات الأمراض العقلية في مصر، أضاف د.الرحماوي ضاحكا، يبدو أننا مقبلين على افتتاح أقسام بأسماء أحزاب سياسية بعينها، فهناك تشابه كبير بين المرضى في كل حزب.
وفي تحليله للقاسم المشترك بين الشخصيات السيكوباتية السياسية قال د.الرحماوي الذي عولج عنده أساطين الحزب البائد ورموزه، وصاحب المؤلفات العديدة في علم الأمراض النفسية السياسية مثل "الشيزوفرينيا في لجنة السياسات"، و"هلاوس ما بعد الانتخابات" و"الصرع الديموقراطي"، و"بارانويا الكرسي والظلام النفسي"، إن "الحياة السياسية في مصر أفرزت على مدى زمي طويل شخصيات ذات ميول بارانويا مركبة، تعيش حالة دائمة من جنون العظمة مختلطة بإحساس عميق بالوضاعة والدونية وتفاهة الذات، يحرص صاحبه على كبته، بالإضافة إلى مشاعر هي خليط من الكراهية والاحتقار الشديد للآخرين، وأشهر نموذج ندرسه لطلبة الأمراض النفسية السياسية هو "مقتضى مغدور" والذي شكل تحليل شخصيته وأعراض حالته البدايات الأولى لتأسيس ذلك العلم في مصر، وهو شخص عدواني شرس يكذب مثلما يتنفس ويخفي بداخله بلطجيا صغيرا، وتتركز أزمته في التعامل مع الآخرين الذين يكرههم أنه يحتاجهم بشدة، وعندما يتخلون عنه بسبب انكشافه أمامهم تحدث الصدمة، فيخرج إحساسه الحقيقي العميق الذي يكبته بأنه وضيع وتافه، وهي أول خطوة في علاج مثل هؤلاء الأشخاص "صدمة الفشل السياسي".
0 Comments:
Post a Comment
<< Home