Tuesday, January 22, 2008

إرسال قوات أمريكية لمراقبة الحدود وإزالة المتفجرات في سيناء



فيما يعد استجابة واضحة لمطالب إسرائيلية قررت الولايات المتحدة إرسال جنود أمريكيين إلى شبه جزيرة سيناء ضمن القوة متعددة الجنسيات والمراقبين الدوليين، فقد كتبت صحيفة أرمي تايمز الأمريكية تحت عنوان "استدعاء الوحدة 109 للذهاب إلى مصر" أن حوالي 95 جنديا من الحرس الوطني في ولاية أيوا، والذين يتمركز معظمهم في مدينة أيوا، تم استدعاؤهم لأداء مهمة فيدرالية نشطة تبدأ الشهر القادم.
وأضاف تقرير الصحيفة العسكرية المتخصصة، نقلا عن طبقا لبيان صحفي أصدره المقدم جريج هابجود، ضابط الشئون العامة في الحرس الوطني بأيوا، أن ثلاثة وحدات تتمركز في مدينة أيوا ستنشر في شبه جزيرة سيناء في مصر كجزء من القوة متعددة الجنسيات والمراقبين الدوليين، وغالبيتهم ينتمون لمقر قيادة الحرس الوطني في أيوا والوحدات الدائمة، والكتيبة الطبية 109 (متعددة الوظائف)، وقال إن الوحدات الأخرى المشاركة في المهمة هي وحدة الدعم الطبي الميداني 209 وقيادة القوات السابعة والستين.
وحسب موقع "نشرة واشنطن -يو.إس.إنفو" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية قررت إدارة بوش في عام 2001 تقليص مشاركة الولايات المتحدة في القوة متعددة الجنسيات، لكن مصر وإسرائيل سعتا إلى إقناع البيت الأبيض بإعادة النظر في القرار والعدول عنه، ومنذ عام 2002 تألفت الكتيبة الأمريكية في القوة متعددة الجنسيات من جنود من المواطنين من الحرس الوطني التابع للجيش، وهي الوحدات العسكرية التي تخضع لسيطرة الحكام والتي يمكن أن تستدعيها الحكومة الفدرالية للعمليات العسكرية، وحل أفراد من الكتيبة الأولى 296 مشاة من الحرس الوطني لبورتوريكو محل الكتيبة الأمريكية المكونة من 425 فردا.
ووفقا للبيان الصحفي سيتولى أفراد الكتيبة الطبية 109 قيادة ثلاث وحدات للإمداد والخدمات الطبية والطيران وإزالة المتفجرات لجميع وحدات القوة متعددة الجنسيات والمراقبين الدوليين المكونة من إحدى عشرة دولة.
وقد تلقى الجنود أوامر بالخدمة الفعلية لسنة واحدة، لكن وزارة الدفاع يمكن أن تمدد مهمتهم سنة إضافية، وقال هابجود إنها "تعبئة مبرمجة مسبقا.. فالوحدات كانت تستعد لهذه المهمة منذ فترة".
وقال المقدم جويل هاريس من الكتيبة الطبية 109 إنه أبلغ بتعبئة محتملة في مارس 2007، وأضاف هاريس، الذي ينتمي لمدينة أيوا، وهو عضو دائم في الحرس الوطني عمل مع الكتيبة أيضا في العراق في الفترة من 2003 إلى 2004، أن "ذلك ما نفعله منذ فترة"، وقال هاريس إن 90 بالمائة من الجنود المشاركين في هذه المهمة سيكونون من المرتبطين بالكتيبة الطبية 109، وجميع جنود الحرس الوطني الذين سيرسلون يقومون بالتدريب هذا الأسبوع في معسكر دودج، بالإضافة إلى أفراد الوحدات الأخرى.
وقال هابجود هذه ثاني وحدة من الحرس الوطني في أيوا تشارك في القوة متعددة الجنسيات والمراقبين الدوليين، وكانت آخر وحدة قد عادت في 2004، وقال إن المعلومات المحددة حول موعد السفر وتفاصيله ستتقرر، لكن من المتوقع بدء الإجراءات الرسمية في مطلع شهر فبراير المقبل قبل مغادرة الجنود للتعبئة في قاعدة لويس بواشنطن، وأضاف أن الجنود سيكونون في واشنطن لمدة شهرين إلى ثلاثة شهور حتى يتم التصديق على مهام جميع أعضاء الوحدة وهم عدة مئات من الجنود.
وكان نحو 150 جنديا بمقر الكتيبة 109 وكتيبة الدعم المتخصصة في الرعاية الطبية، قد نشطوا في 24 يناير 2003، وتوجهوا إلى قاعدة ماكوي، في ولاية ويسكونسن، لمدة شهرين قبل الإبحار إلى الشرق الأوسط. ولحقهم 60 آخرون من جنود الكتيبة المرافقة بعد شهر.
وفترة بقائهم بعيدا عن الوطن والتي كان متوقعا في الأصل أن تستمر عاما، تم تمديدها خلال الربيع. ولم تتعرض الكتيبة لخسائر أو إصابات وعادت من العراق في أبريل 2004، وقال هابجود إن بعض جنود الحرس الوطني في أيوا من الكتيبة الطبية 109 شاركوا أيضا في مهمات أخرى.
وسيقدم جنود من وحدات الحرس الوطني التالية دعما تقنيا وتكتيكيا إضافيا إلى الكتيبة 109 في هذه المهمة: وحدة الدعم الطبي الميداني 294 ومقرها جونستون؛ الوحدة الطبية 134 ومقرها واشنطن؛ وحدة الشئون العامة المتنقلة 135 ومقرها جونستون؛ وحدة النقل 2133 ومقرها سنترفيل؛ ومقر القوات المشتركة ومقرها جونستون.
فيما ذكرت وكالة أنباء أسوشيتدبرس أن الكتيبة يتم تنشيطها في عدة مهام، من بينها الحرب على الإرهاب وعمليات النسر النبيل والحرية الدائمة والحرية العراقية. الجنود سيتولون قيادة ثلاث وحدات لإزالة المتفجرات ويقدمون الدعم الطبي واللوجسيتي والطيران لقوات في المنطقة.
وكانت مصر وإسرائيل قد بدأتا مفاوضات بدعم أمريكي قوي لتشكيل القوة متعددة الجنسيات والمراقبين الدوليين في 1981 خوفا من أن ترفض الأمم المتحدة تشكيل قوة حفظ سلام تابعة لها، وبعد إعلان الأمم المتحدة بالفعل أنها لن ترسل قوات حفظ سلام إلى سيناء تشكلت القوة عام 1982 كمنظمة حفظ سلام دولية مستقلة، وتدير القوة متعددة الجنسيات ومقرها روما مكاتب اتصال في كل من القاهرة وتل أبيب وشبكة تضم 35 برج مراقبة ونقطة تفتيش ومركز مراقبة على الشريط الممتد بطول شرقي سيناء، وتقوم القوة الدولية وقوامها قرابة 1700 جندي بالإضافة إلى طاقم المراقبين المدنيين الأميركيين البالغ عددهم 15 مراقبا بالتأكد من امتثال مصر وإسرائيل للأحكام الأمنية الواردة في اتفاقية كامب ديفيد.
وقد بدأت قصة القوة المتعددة الجنسيات والمراقبين الدوليين برسالتين متطابقتين وجههما الرئيس جيمي كارتر إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن والرئيس المصري أنور السادات تشددان على التزام واشنطن بمساعدة الدولتين على مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام بعد أن يتم توقيع الاتفاقية التي أبرمت بوساطة الولايات المتحدة. وتضمنتا تعهدا بمساعدتهما في تشكيل قوة حفظ سلام بديلة في سيناء إذا لزم الأمر.
وكانت الولايات المتحدة تساهم بكتيبة مشاة قوامها 425 جنديا في القطاع الجنوبي لانتشار القوة متعددة الجنسيات في سيناء، بالإضافة إلى 235 موظف دعم، يضمون أطباء ومتخصصين في الألغام الأرضية، وهناك كتيبتان إضافيتان من كولومبيا وفيجي تعملان في الشمال، وثلاث سفن من البحرية الإيطالية تقوم بدوريات في المياه المحاذية لسواحل سيناء، وذلك لضمان حرية الملاحة في مضيق تيران والوصول إلى خليج العقبة. وتساهم كل من أستراليا، كندا، فرنسا، المجر، نيوزيلندا، النرويج وأورجواي بوحدات أصغر في القوة المتعددة الجنسيات. وتعتبر هذه الوحدات مسئولة عن المهام التخصصية مثل التدريب والاتصالات والهندسة والدعم الجوي والنقل.
وحسب الموقع أيضا يمثل وجود قوات الحرس الوطني أكثر من مجرد فرصة للتعبير عن التزام الولايات المتحدة بتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وإنما هو أيضا فرصة تدريب لصقل مهاراتهم وجعلهم أكثر تأثيرا وفعالية في واجباتهم التقليدية، مثل المساعدة في الرد على الكوارث الطبيعية في الولايات المتحدة، ودعم تطبيق القوانين المحلية والجهود المبذولة للمحافظة على الأمن الداخلي، والمشاركة في العمليات في العراق وأفغانستان
الدستور - أيمن شرف - يناير 2007
mal3onaboeldonya@hotmail.com

0 Comments:

Post a Comment

<< Home