Sunday, April 02, 2006

عندما يرحل مبارك سيصرخ كل من في "شلة جمال" "يلا نفسي.. يلا نفسي".

الصحف الأمريكية:
ـ خطوبة جمال تتويج على عرش مصرـ جمال وأنصاره أزاحوا بعض رجال "الحرس القديم" ويستعد لتولي منصب أبيه العجوزـ القمع يمهد الطريق لجمال مبارك لخلافة أبيهـ جمال لا يتمتع بشعبية ولا قاعدة سلطة طبيعيةـ ليس واضحا قبول المؤسسة العسكرية لانتقال السلطة على الطريقة الملكيةـ مبارك مازال قلقا حول شرعية نقل السلطة لابنهـ مبارك الخامس على مستوى العالم بين الأطول بقاء في السلطةـ مبارك يبيت نية الشر لأيمن نور منذ نافسه على الرئاسةـ أحمد نظيف: نصف موظفي الحكومة الـ 5.6 مليون موظف لا لزوم لهمـ غباء الحزب الوطني وفساده سبب صعود الإسلاميينـ معظم الزعماء العرب تحتقرهم شعوبهم، وكل منهم يمنع صعود المعارضة العلمانيةـ أمريكا تستعين بالديكتاتوريين لضرب انتخابات ديموقراطية

ليس صحيحا أن الصحف الأمريكية تشن حملات منظمة على نظام مبارك بين الحين والآخر، كما درجت بعض الصحف الحكومية –أو غيرها من الصحف التي لا تدقق في سياق ما ينشر في الصحف الأمريكية- على ذلك الادعاء، الأمر ببساطة أن تلك الصحف تنشر بشكل متزامن تقارير وكالات الأنباء عن مصر إذا كان هناك حدث مهم فيها، ونظرة وكالات الأنباء للأحداث السياسية –كالانتخابات أو مؤشرات تصعيد جمال مبارك على سبيل المثال- نظرة أقرب إلى الموضوعية، تحكمها قواعد صحفية، ولا تخضع لأهواء النظام، فتخرج في النهاية نقدية لما يحدث في مصر، وثانيا أن كتاب الرأي في الصحف الأجنبية يميلون عادة إلى متابعة الأحداث العالمية ليكتبوا عنها بالتحليل والعرض، لا أن يكتبوا موضوعات نظرية محنطة محلقة في الفراغ بعيدا عن الأحداث، وكثير منهم لا يكتفي بانتقاد النظام المصري أو إبراز ممارساته القمعية، بل يتجاوز ذلك إلى انتقاد الإدارة الأمريكية بقوة، والسبب الثالث هو أن هؤلاء الكتاب ينطلقون عادة من تحيز أصيل للحرية والديموقراطية كأداة لها. ولنأخذ أمثلة هذا الأسبوع، من بينها صحيفتان في أقصى الشرق في كوريا الجنوبية وتايلاند.. نقرأها ثم نحكم.. *** واشنطن بوست الأمريكية في واشنطن بوست كتب دانييل وليامز تحت عنوان " تمهيد الطريق لوريث مصر- ابن حسني مبارك يتسلق المناصب في الحزب الوطني والحكومة تزيح له منافسيه": ابن الرئيس المصري حسني مبارك ومجموعة شركائه المقربين تحركوا إلى المناصب السياسية الرئيسية بحيث وضعوا الشاب جمال في مكان يتيح له خلافة أبيه العجوز في الوقت الذي اتخذت الحكومة خطوات لمنع المنافسين المعارضين من تحدي ولي العهد. الشهر الماضي، صعد جمال مبارك في التسلسل الهرمي بالحزب الوطني الحاكم، الذي تدين قاعدته بالولاء لأبيه. وعين ضمن ثلاثة مساعدين للأمين العام للحزب، وتولى 20 من شركائه مناصب كبيرة أخرى في الحزب، واحتفظ جمال مبارك برئاسة لجنة السياسات في الحزب، التي ساعدت في وضع الإصلاحات الاقتصادية. وأزاح جمال مبارك وأنصاره بعض -وليس كل- قيادي الحزب القدامى المعروفين باسم "الحرس القديم". ويرى المراقبون السياسيون في ذلك التحرك تغييرا تدريجيا نحو توظيف الحزب الحاكم في خدمة ابن الرئيس. لا يستطيع أحد أن ينكر أن ما يحدث ليس إلا خطوة باتجاه التوريث، وفي ظل الوضع الدفاعي الضعيف للمعارضة، يبدو وكأنه لا توجد أي عقبة في طريق جمال مبارك إلى الرئاسة. يقول جوشوا ستراشر الباحث في جامعة سانت أندروز في أسكوتلندا والذي يدرس شئون الشرق الأوسط العربي "لا أرى أحدا يستطيع إيقافه". لقد اعتبر الرئيس بوش مصر جاهزة لإجراء إصلاح ديمقراطي. وفي زيارة وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الأخيرة لمصر، عبرت عن انتقادات عامة لسرعة التغيير في البلاد، وقالت إن هناك "إحباطات وانتكاسات" في العام الماضي. وقالت إنها ناقشت ذلك مع المسئولين المصريين "كصديقة، وليس كقاضية". وبعد عدة أيام قال الرئيس مبارك لصحيفة مصرية أن رايس "بالمناسبة اقتنعت بالإصلاح السياسي" الذي يجري في مصر وأثناء زيارتها، "لم تطرح قضايا شائكة أو تطلب تغيير أي شئ". خلال ربع قرن في الحكم، لم يعين مبارك، الآن 77 عاما، نائبا للرئيس، على خلاف سلفيه أنور السادات وجمال عبد الناصر. وفي حالة موته وهو في منصبه أو استقالته، تجرى الانتخابات خلال شهرين. ونظريا، وفقا للقواعد التي وضعها مبارك العام الماضي، يمكن أن يتنافس عدة مرشحين لتولي المنصب بعده. لكن في الحقيقة فرص أن يدير أحد حملة انتخابية فعالة باستثناء جمال مبارك معدومة تقريبا. بعد الأداء الضعيف في الانتخابات البرلمانية الأخيرة دخلت أحزاب المعارضة الشرعية التي قيد نظام الحكم ولفترة طويلة حركتها وأنشطتها في حالة من الفوضى. ولم يظهر في وضع قوي سوى الإخوان المسلمون الذين حصدوا 20 بالمئة من مقاعد البرلمان رغم الإجراءات العنيفة التي اتخذتها أجهزة الأمن لمنع الناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع. والحكومة قطعت الطريق على الإخوان مؤخرا بتأجيل الانتخابات المحلية التي كان مقررا إجراؤها العام الحالي. حيث حرم التأجيل جماعة الإخوان المنظمة بشكل جيد من فرصة نحقيق انتصار انتخابي آخر. وبالإضافة إلى ذلك، لكي تتبنى الإخوان مرشحا مستقلا للرئاسة سيحتاج ذلك المرشح لموافقة أعضاء من المجالس المحلية، وهي حاليا تحت سيطرة المسئولين الذين يدعمون الرئيس مبارك. وقد أعلن تأجيل الانتخابات بعد أسابيع من إعلان جمال مبارك أنه يؤيد منع الإخوان من النشاط السياسي، وقوله، إن الإخوان "ليس لهم وجود قانوني، ولذلك من وجهة النظر القانونية يجب أن نتعامل معهم على هذا الأساس". واتخذت الحكومة اجراءات صارمة ضد المطالبين بالديمقراطية أيضا. في الشهر الماضي، أحيل للتحقيق ثلاثة قضاة أعلنوا أن لديهم أدلة على التزوير في الانتخابات البرلمانية. ووفقا لقوانين الطوارئ القائمة منذ 25 عاما، تعد الإساءة إلى صورة مصر جريمة. ومازال أيمن نور الذي حصل على المركز الثاني في الانتخابات الرئاسية يقضي عقوبة بالسجن خمس سنوات بناء على اتهامات بالتزوير، والتي تقول جماعات حقوق الإنسان إنها ملفقة، وقال الشاهد الرئيسي في القضية أمام المحكمة إن أجهزة الأمن أجبرته على الشهادة ضد أيمن نور. ويجري التحقيق أيضا مع أيمن نور في تهم أخرى، من بينها إهانة عضو في الحزب الوطني ووضع تمثال في ميدان عام، وفي الشهر الماضي، حققت الشرطة مع زوجته جميلة اسماعيل تحت ادعاء بأنها أهانت رجال شرطة. ويرى المراقبون أن أيمن نور بتجاسره على الترشيح للرئاسة، أهان حسني مبارك، ومنذ لحظتها ومبارك يبيت نية الشر لأيمن نور. وتتابع الصحافة والرأي العام تحركات جمال مبارك السياسية والشخصية حاليا بتشكك شديد، وعندما انتشر خبر خطوبته على ابنة قطب من أقطاب المقاولات والسياحة، اعتبر الرأي العام الطريقة التي تناولت بها الصحافة الرسمية الخبر كما لو كانت تتويجا له على العرش، كزفاف أحد أفراد العائلة المالكة. ويحيط بجمال مبارك مجموعة من الداعمين له بقوة يقومون بما يصفه محللون مصريون بأنه "إصلاح تحت السيطرة". ويصفهم البعض بـ "شلة جمال"، والتي تعني أحيانا باللغة العربية "العصابة". وتضم المجموعة رجال أعمال وأكاديميين ومصريين ذوي مصاهرة سياسية في عائلاتهم. ومعظمهم في أواخر الثلاثينات أو أوائل الأربعينات من العمر؛ وكثير منهم تعلموا وعملوا في الغرب. والإنجليزية هي لغتهم الثانية. ومن أبرزهم أحمد عز، قطب الحديد والصلب الذي تولى مؤخرا الإشراف على لجنة العضوية في الحزب الحاكم؛ ورشيد محمد رشيد، الرئيس التنفيذي السابق لشركة يوني ليفر مصر وهو الآن وزير التجارة؛ ومحمود محيي الدين، الذي يرأس لجنة السياسات الاقتصادية في الحزب الوطني وهو أيضا وزير الاستثمار؛ ووزير المالية يوسف بطرس غالي، ابن شقيق بطرس بطرس غالي، الأمين العام السابق للأمم المتحدة؛ ومحمد كمال وهو أستاذ علوم سياسية في جامعة القاهرة ويشرف على إعادة التأهيل السياسي لأعضاء الحزب في محاولة لتحديثه. ويقول محمد كمال، الذي يعتبر متحدثا غير رسمي، إن المجموعة تقدم نفسها كبديل متفتح للإسلام السياسي. "لا نريد أن نرتبط تلقائيا بالغرب، لكننا نعتقد أنه لا مانع من أن ننظر إلى خارج مصر بحثا عن حلول". "دماء جديدة تعني وجود أشخاص لديهم أفكار جديدة بالإضافة إلى الخبرة السياسية". والعامل المجهول في توجه جمال مبارك الواضح نحو السلطة هو موقف الجيش وأجهزة الأمن. فالجيش هو الذي دعم آخر ثلاثة من رؤساء مصر ومن بينهم مبارك العجوز، وليس واضحا ما إذا كان الجيش سيقبل انتقال السلطة على الطريقة الملكية. لكن محللين يرون أن جمال لا يستطيع تولي السلطة. وأن شلته تسمى نفسها مجموعة إصلاحية، لكنها تعتمد فقط على محاباة الأقارب وفي القلب منهم جمال. وعندما يرحل الأب، ستفقد هذه المجموعة المحيطة بجمال الاتجاه بسرعة، وسيصرخ الجميع "يلا نفسي.. يلا نفسي". *** بانجوك بوست- تايلاند تحت عنوان "حكام مصر يستعيدون قبضتهم على السلطة" كتبت بانجوك بوست أن "الحكومة المصرية تقمع المطالبين بالإصلاح، بعد استنتاجها أن توجه واشنطن لإرساء الديموقراطية في الشرق الأوسط قد تراجع بسبب النجاحات التي حققها الإسلاميون في الانتخابات المصرية والفلسطينية، وأن احتمالات الحرب الأهلية في العراق قد صرفت اهتمام الولايات المتحدة أيضا وقللت حماسها لإحداث تغيير سريع في الدول التي يحكمها "أصدقاؤها". وتشعر الحكومة المصرية التي سمحت للمعارضة السياسية غير العادية أثناء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 2005 أنها الآن مطلقة اليد في قمع المعارضة. وعلى الرغم من فوز حماس في الأراضي المحتلة في انتخابات ديمقراطية كان الرد الأمريكي سلبيا، ولم ترحب به على الإطلاق، والإدارة المصرية والزعماء العرب الآخرون يشعرون بذلك أيضا، وهناك شعور بأن الولايات المتحدة التي كانت مصممة بقوة في قضية الديموقراطية بدأت تظهر درجة من الليونة، وحل عليها الإعياء العراقي. مؤخرا أجلت السلطات المصرية الانتخابات المحلية، ورفعت الحصانة عن ثلاثة من القضاة الذين ينتقدون الانتهاكات في الانتخابات وسجنت صحفيا بتهم التشهير. وهناك إشارات متشائمة على أن النظام أبعد ما يكون عن الوفاء بوعوده وأنه يتراجع فيما يتعلق بالإصلاح، والمستفيد الرئيسي من الاستياء العام تجاه الحزب الحاكم هو حركة الإخوان المسلمين. ويرى بعض المعلقين السياسيين أن القمع يمهد الطريق لجمال مبارك لخلافة أبيه. وجمال لا يتمتع بشعبية كبيرة ولا قاعدة سلطة طبيعية في صفوف الجيش أو البيروقراطية المصرية. والآن بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية يعتقد المتحكمون في الحزب الوطني أنهم مطلقي اليد في إعادة تشكيل المشهد السياسي وتمهيد الأرض لأي تصور لديهم عن إعداد جمال مبارك للمنصب. ورغم أن جمال يؤكد باستمرار أنه لا يريد أن يكون رئيسا، لكن تصعيده المستمر في الحزب الوطني وغياب مرشحين بارزين آخرين للمنصب يعطي التكهنات مصداقية كبيرة. ويتوقع الإخوان المسلمون أنه سيسعى لمنصب الرئاسة خلال عامين، ويقول دبلوماسيون إن واشنطن تستخدم محادثات اتفاقية التجارة الحرة مع مصر للضغط على الحكومة المصرية من أجل الإصلاح السياسي ومعاقبتها على سجن أيمن نور. لكن نظرا لإجراءات الكونجرس الأمريكية بشأن الاتفاقيات التجارية، ربما يكون الوقت متأخرا جدا على عقد الصفقة مع مصر أثناء الإدارة الأمريكية الحالية. ويقول المسؤولون المصريون إنهم يمكنهم أن يعيشوا بدون الاتفاقية. ***دونجا -كوريا الجنوبية في صحيفة دونجا بكوريا الجنوبية كتب هو-جاب لي تحت عنوان "لمحة عن دكتاتوريي العالم" أن "فيدل كاسترو، رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء في كوبا، في الحكم منذ 47 عاما. ورئيس الجابون عمر بونجو في الحكم منذ 39 سنة. وبالتالي يحتلان المرتبة الأولى والثانية، على التوالي، على قائمة أطول الديكتاتوريين بقاء في الحكم. بعدهما يأتي (الثالث) الزعيم الليبي معمر القذافي، 37 سنة في الحكم، ثم (الرابع والرابع مكرر) رئيس غينيا الإستوائية تيودورو أوبيانج نجويما مباسوجو ورئيس أنجولا خوسيه إدواردو دو سانتوس 27 سنة، و(الخامس) الرئيس المصري مبارك في منصبه منذ 25 سنة. وهناك رؤساء على مدى الحياة، مثل رئيس توركمانستان سبرمورات نيازوف، الذي أعلن نفسه رئيسا مدى الحياة عام 1999. ورئيس زيمبابوي البالغ من العمر 81 عاما روبرت موجابي في السلطة منذ 26 سنة، وقد نقض وعده بالتنحي عام 2008، وأعلن أنه ينوى البقاء في السلطة حتى يبلغ 100 عام، رئيس إفتراضي مدى الحياة. توريث الدكتاتورية بالرغم من أن أذربيجان وتوجو وسوريا وكوريا الشمالية ليست دولا ملكية، إلا أن انتقال السلطة من الأب إلى الإبن حدثت فيها من خلال "الانتخابات" أو "توصية الحزب الحاكم". إلهام علييف رئيس أذربيجان انتخبا رئيسا لأذريبجان بعد وفاة أبيه (الرئيس الراحل)، وكذلك أيضا انتخب فور جناسينجبي رئيسا لتوجو، لكن هناك شكوك قوية في تزوير الانتخابات التي ادت بهما إلى السلطة. وفي عام 2000، عندما توفي الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، الذي حكم بعد انقلاب عسكري في 1970، اختار البرلمان ابنه الثاني بشار الأسد ليصبح الرئيس القادم. ويبدو أن رئيس كوريا الشمالية كيم إيل يونج، الذي تولى الحكم بعد أبيه الراحل كيم إيل سونج، يستعد لنقل منصبه إلى الجيل الثالث من العائلة. والرئيس الليبي القذافي يستعد لتوريث عرشه إلى ابنه الثاني، سيف الإسلام، بينما يرتب الرئيس المصري مبارك الأمور لتسليم الرئاسة لابنه الثاني جمال. *** سان دييجو تريبيون الأمريكية وفي صحيفة سان دييجو تريبيون الأمريكية نقرأ مقالا عنوانه "بعد عام من الآمال والحركة، شكوك حول إجراء إصلاحات ديمقراطية في مصر": عندما أعلن رئيس مصر توجها نحو توسيع الديمقراطية قبل عام، شعر نائب رئيس المحكمة العليا في مصر بالأمل.. الآن هو يواجه تحقيقا معه لمحاولته كشف أسرار التزوير في الانتخابات. مثل هذه العقبات التي يواجهها القاضي هشام بسطويسي تضعف أي ثقة لدى المطالبين بالإصلاح حول التزام الرئيس حسني مبارك بإجراء تغيرات سياسية في مصر. وأي شخص يتحدث عن الإصلاح الحقيقي يصبح متهما. والناس تفقد الثقة في جدية الحديث عن الإصلاح" كما يقول المحلون الذين يخشون أن يؤدي ذلك إلى العنف، ويرون أن الحكومة المصرية تخطو خطوة للأمام وخطوتين إلى الخلف. وبدلا من أن تحقق في ادعاءات ثلاثة من القضاة أعلنوا أن لديهم أدلة على التزوير في الانتخابات، أحالتهم للتحقيق، في خطوة تمهيدية محتملة لتوجيه الاتهام إليهم. *** فاينانشيال إكسبريس الأمريكية ونختم بمقال طريف في زاوية تناوله، عنوانه "الحقيقة غير المزينة تقدم رؤى غير متوقعة" في فاينانشيال إكسبريس الأمريكية، اختارت من خلاله كارينا روبينسون أن تناقش الأوضاع الاقتصادية في عدد من الدول هي إندونيسيا وكوبا ومصر من زاوية خاصة جدا، من زاوية عمال المانيكير، عن مصر تقول: مانيكير الأظافر في فندق ماريوت القاهرة، والذي كان قصرا في السابق، مؤشر جيد على الاقتصاد المصري. تجربة مخيبة للأمل، يقوم بها شخص حاد الطبع في صالون الفندق الفارغ ترك أطراف الأظافر دون تهذيب ولم يحسن صقل الأظافر في "الوش الثاني" من الدهان ما استدعى تكرار الأمر مرة أخرى. على الجبهة الكبيرة، رئيس الوزراء الإصلاحي أحمد نظيف يحارب الفساد في حزب موجود في السلطة منذ زمن طويل جدا؛ والرئيس - حسني مبارك- لا يظهر أي ميل لترك منصبه حتى بعد ربع قرن من الزمان؛ والاقتصاد، رغم الحقن الكثيفة من المساعدات الأمريكية عقب معاهدة السلام مع إسرائيل في 1979، لا ينمو بما فيه الكفاية لتحسين مستوى المعيشة. في نفس الوقت يحاولون خفض البطالة بشكل مصطنع من خلال الوظائف الحكومية –حسب بيانات غير رسمية تصل نسبة البطالة الآن إلى 20 بالمئة. وأحمد نظيف اعترف في مقابلة أن مصر لا تحتاج سوى أقل من نصف موظفي الحكومة البالغ عددهم 5.6 مليون موظف. ولكن لتجنب الاضطرابات والانتقادات السياسية، لا يريد نظيف التخلص من الموظفين بالحكومة: ويقول "في الإصلاح الأخير للجمارك، تخلصنا من حوالي 6 آلاف شخص لكن دون أن نفصلهم". "الآن أنت كرجل أعمال لم تعد في حاجة للتعامل مع هؤلاء الناس. هم فقط يجلسون هناك". الحكومة تدرس كيف تدرب هؤلاء العمال العاطلين - الذي ما زالوا يحصلون على رواتبهم- لملء الفجوات في مجالات مثل التعليم. في الحقيقة، هؤلاء الموظفون لا يفعلون شيئا مقابل مرتبات ضئيلة - وبطريقة أسوأ ربما- مما يفعله عامل المانيكيير في فندق ماريوت. ***هيرالد توداي الأمريكية في مقال عنوانه "لماذا لا يثير الدهشة أن الديمقراطية ليست بسيطة؟" كتب دوجلاس بلومفيلد في صحيفة هيرالد توداي الأمريكية: "عندما زارت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مصر والسعودية، لم تضغط على قادة البلدين للتحرك نحو الديمقراطية، لكنها كانت تحاول الحصول على مساندتهم لتقويض نتائج الانتخابات الفلسطينية الديمقراطية الشهر الماضي. ووفقا لمعظم التقديرات، كانت تلك الانتخابات حرة ونزيهة، وهو أمر غريب في البلاد التي زارتها رايس. الآن، تسعى واشنطن لإيجاد طريقة لفرض انتخابات جديدة تأتي بالنظام القديم الفاسد المرفوض. وفد نصحها حلفاؤها المستبدون بقبول نتائج الانتخابات التي وضعت حماس في السلطة وبالتعامل مع "المجموعة الإرهابية" التي تهدف لإبادة إسرائيل. ومع ذلك، ذكروا رايس بأن "رئيسك هو الذي يسبب لنا مغصا بحديثه عن الديمقراطية". الرئيس المصري حسني مبارك، الذي لا يخفى على أحد استياؤه من سعي إدارة بوش نحو إرساء الديمقراطية، أجَّل انتخابات المجالس المحلية عامين. السبب الحقيقي وراء ذلك هو خوفه من أن الإسلاميين قد يصعدون إلى السلطة في مختلف أنحاء البلاد. وفوز الإخوان المسلمين المصريين بـ 70 بالمئة من المقاعد التي تنافسوا عليها في الانتخابات البرلمانية الماضية، لا يرتبط كثيرا بنوعية قيادات الإسلاميين بقدر ما يتعلق بفساد وغباء الحزب الحاكم. العرب الذين يطالبون بالديمقراطية ينتقدون إدارة بوش حول رؤيتها للديمقراطية عندما لا تذهب أصوات الناخبين إليهم. ورايس لم تنل تعاطفا كبيرا في أوروبا أيضا، حيث اعتبرت مبادرة بوش محاولة عرجاء لتبرير غزو العراق. بعد عدة سنوات من التعثر تعلمت الإدارة بصعوبة أن الديمقراطية لا يمكن أن تفرض، وليس هناك نسخة واحدة للتطبيق في كل مكان. بالنسبة إلى إدارة بوش، الانتخابات هي فرصة لالتقاط صور فوتوغرافية سريعا تتدعي من خلالها تحقيق النجاح. لكن الحقيقة شيء آخر، فالانتخابات مؤشر على نضج الديموقراطية، وليس بدايتها. الدكتاتوريون العرب يجرون انتخابات مزورة دائما، يستعملونها لتأكيد شرعيتهم، ومبارك الذي تظاهر حتى بإجراء انتخابات رئاسية تنافسية الخريف الماضي، اعتقل بعدها أحد الخاسرين فيها. الانتخابات لا تعني شيئا بدون مؤسسة مجتمع مدني، ومؤسسات ديمقراطية، واحترام لحقوق الأقليات، وسلطة قضائية مستقلة، وأجهزة إعلام حرة وأحزاب سياسية علمانية. بداية، لابد من تغيير الموقف في العالم العربي، والاستعداد للوصول إلى حلول وسط حول الأهداف السياسية هو أساس الديمقراطية المفتقد في أغلب الأحيان في الفكر العربي. يفهم الإسلاميون ما تكاد تعجز إدارة بوش عن إدراكه، معظم الزعماء العرب تحتقرهم شعوبهم، وكل منهم يمنع صعود المعارضة العلمانية، مما يفتح الباب أمام الإسلاميين، الذين لديهم قاعدة تأييد قوية، وتساعدهم سمعتهم الطيبة، بالإضافة إلى سجلهم في تقديم الخدمات الاجتماعية التي تتقاعس فيها الأنظمة. الديمقراطية ستظل مراوغة، والإسلاميون ستزيد قوتهم حتى تتوقف الإدارة عن تقديم صور سطحية مصطنعة وآمال خاطئة، وتركز بدلا من ذلك على الإصلاحات الأساسية التي تؤدي إلى انتخابات حقيقية. ومبارك سيواصل قلقه حول ميراثه - ليس كأب للديمقراطية المصرية، لكن كأب جمال مبارك، الذي يريد أن يكون وريثه مدى الحياة. لا تزعجوه بالحديث عن الديمقراطية وإلا سيشير هو إلى نجاح الإخوان المسلمين الخريف الماضي، ونجاح حماس الشهر الماضي، ويقول "انظروا ما يحدث عندما تجرى انتخابات حرة". الولايات المتحدة السند الرئيسي المالي والعسكري لمبارك يجب أن تتوقف عن لعب دور المتوسل.