Monday, December 03, 2007

مجدي راسخ والفلبينيات


صحيفة إنكويرر الفلبينية ذكرت أن "مكتب الهجرة بوزارة الخارجية الفلبينية قرر منع رجل الأعمال المصري "مجدي راسخ" من دخول البلاد بسبب تعرض أعداد كبيرة من الخادمات الفلبينيات اللاتي جلبهن إلى مصر إلى سوء المعاملة على يد أرباب عملهم، وقال مسئول مكتب الهجرة مارسيلنو ليبانان إنه أصدر أمرا بوضع مجدي راسخ على القائمة السوداء لمكتب الهجرة لمنعه من الدخول ثانية إلى الفلبين وجلب ضحاياه. ليبانان أضاف –حسب الصحيفة- أن وزارة الشئون الخارجية تلقت تقريرا من السفارة الفلبينية في القاهرة عن تعرض عاملات فلبينيات للاعتداء وسوء المعاملة من أرباب عملهم و"أصدرت نشرة لجميع السفارات الفلبينية بعدم إصدار تأشيرة لراسخ، الذي اعتبرته شخصا غير مرغوب فيه". وفي 22 أغسطس الماضي بعث مكتب الشئون القنصلية رسالة إلى ليبانان، جاء فيها أن كثيرا من الفلبينيات اللاتي استأجرهن راسخ أصبحن ضحايا للتوظيف غير القانوني وتعرضن لأشكال مختلفة من القسوة وسوء المعاملة مثل عدم دفع المرتبات وزيادة أعباء العمل دون مقابل. وأبلغ السفير الفلبيني في مصر بيترونيلو جارسيا وزارة الشئون الخارجية أن مكتبه تلقى طلبات لتقديم مساعدة من أقارب خادمات فلبينيات جلبهن مجدي راسخ للعمل لديه ولدى أسرته وشركائه. وقال ليبانان إن "راسخ لديه علاقات قوية جدا في مصر فابنته متزوجة من ابن مسئول قوي جدا". وقال السفير جارسيا إن موظفي السفارة في القاهرة حاولوا مرارا الاتصال بالعاملات اللاتي جلبهن راسخ لفحص أوضاعهم دون جدوى، وكلما ذهب موظفو السفارة إلى عنوان إحداهن ينفي الحراس وجود فلبينيات. وقال جارسيا أن السفارة حاولت أيضا الاتصال بالخادمات عن طريق تليفونات أصحاب العمل المحمولة دون جدوى، وقال السفير إنه طلب مساعدة أمن الدولة في مصر لتحديد مكانهن".
وهنا ينتهي التقرير المنشور في 11 سبتمبر الماضي، وما لم تشر إليه الجريدة الفلبينية صراحة هو أن "المسئول القوي جدا في مصر" الذي "يتمتع مجدي راسخ بعلاقات قوية" بسبب "زواج ابنته من ابنه" حسب تعبيرها، هو الرئيس مبارك شخصيا، فابنة مجدي راسخ "هايدي" متزوجة من ابن الرئيس علاء مبارك. ومسئول مكتب الهجرة الفلبيني يشير –حسب الصحيفة- بشكل غير مباشر إلى أن هذه العلاقات هي التي تجعل "راسخ" يتصرف "بقلب جامد" فيما يخص سوء معاملة الفلبينيات، ولذلك وضع راسخ على "القائمة السوداء" لمنعه من دخول بلدهم.
فهل يا ترى ستنجح أجهزة أمن الدولة في أن تدل السفير الفلبيني على مكان الخادمات أم تعجز هي الأخرى؟ وهل يا ترى ستصعد وزارة الخارجية الفلبينية الموقف إلى رئيسة وزراء بلادها لتخاطب الرئيس شخصيا مادام الموضوع "ذا طابع عائلي".. سؤال أخير: إذا كانت تلك الوقائع صحيحة فمن ياترى الذي يسيء إلى سمعة مصر في الخارج؟
أرابيسك أيمن شرف الدستور 27 نوفمبر 2007
mal3onaboeldonya@hotmail.com