Saturday, December 03, 2005

دعوى قضائية ضد إعلان "كرافتة الرئيس


تخيلات مستقبلية لما يمكن أن يحدث بعد خمسين عاما

تنظر غدا محكمة جنوب القاهرة الدعوى رقم 23001/11 لسنة 2050 التي رفعها محامي عائلة الرئيس الراحل ضد شركة "هفأ كو" العالمية للإعلانات بسبب إعلان "كرافتة الرئيس" والذي اعتبره أفراد أسرته إهانة بالغة لهم، وتنصلت الشركة المنتجة للكرافتة من الإعلان ورفعت دعوى مشابهة ضد مخرجه وشركة الإعلانات، وقال رئيس مجلس إدارتها إن الشركة لم تشاهد الإعلان قبل بثه، واتهم شركة منافسة بالتآمر مع شركة الإعلانات ومخرجها للإضرار بسمعة شركته.

الإعلان عبارة عن مجموعة من المشاهد يظهر فيها شاب وسيم يرتدي بدلة كاملة وكرافتة شيك، ثم ينطلق صوت المذيع "كرافتة الرئيس.. رافقته في جميع محطات حياته.. في أهم اللحظات. عندما حلف اليمين.. (وفي الصورة مشهد تمثيلي يمسك الشاب فيه بديل الكرافتة وبدلا من أن يردد القسم يقرأ ما عليها عدة مرات "صنع في أمريكا.. حرير مائة بالمئة.. مزود بأستيك داخلي.. قابل للشد والجذب في جميع الاتجاهات.. قابل للغسيل والمكوة والتنظيف الجاف.. يتحمل الثني إلى سنتيمتر مربع وفرده ثانية".

ومع المشهد الثاني ينطلق صوت المذيع "ورافقته في حملاته الانتخابية".. بينما يقف الشاب على المنصة ويقرأ خطابا مكتوبا خلال حملة انتخابية يحرك الهواء الكرافتة لتتدلي على الورق فيواصل القراءة بمنتهى الجدية "صنع في أمريكا.. حرير مائة بالمائة.. مزود بأستيك داخلي.. قابل للشد والجذب في جميع الاتجاهات".

ومع المشهد الأخير يأتي صوت المذيع "ورافقته في أحلك اللحظات".. موكب سيارات رئاسي تسبقه التشريفة ثم صوت انفجار كبير يطيح بسيارة الرئيس، ثم يظهر الشاب لا يرتدي سوى الكرافتة وشراب وفي المنتصف شيء يستر العورة وهو يقوم من على الأرض مبتسما وينظر للكرافتة بثقة ثم يقول "صنع في أمريكا.. حرير مائة بالمائة....".

وفي واشنطن علق المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض على الموضوع قائلا ببجاحة معتادة "صحيح أن الإعلان هزلي، لكن ما المشكلة في أن تكون كرافتة الرئيس الراحل قد صنعت في أمريكا.. لقد صنعنا أشياء أكثر أهمية استخدمها كثير من الحكام في العالم، بدونها لم يكونوا يستطيعون ممارسة حياتهم الطبيعية.. ينبغي أن يشكرنا العالم على ذلك".

لماذا تأخر سن زواج الرئيس الراحل


تخيلات مستقبلية لما يمكن أن يحدث بعد خمسين عاما

في ندوة علمية شهدت حضورا كبيرا على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب اختلف ثلاثة من المؤرخين السياسيين حول سؤال ظل غامضا لفترة طويلة عن سر تأخر سن زواج الرئيس الراحل، حيث قال د.هيثم تامر إن السبب هو إصابته بمرض وراثي خطير جعله يستجيب لنصائح الأطباء خشية أن ينجب أطفالا معوقين أو على الأقل يحملون المرض، ومن جانب آخر كان شيوع ذلك الخبر في الأوساط العائلية المحيطة به قد دفع بعض الأسر التي ألمحت والدته إليها بإمكانية زواجه من إحدى بناتها إلى رفض الفكرة من أساسها بحجج مختلفة، بالإضافة إلى أن مرضه وانخراطه في السياسة إلى جانب ميوله الاكتئابية في شبابه قلل من فرص تعارفه على فتاة بشكل طبيعي تبادله الحب أو المشاعر الودية.

وأضاف د.هيثم أن الإصابة بذلك المرض هو ما يفسر محاولة أمه تعويضه عن ذلك بدفعه إلى العمل السياسي والذي أسفر لاحقا عن توليه الرئاسة.

وأرجعت المؤرخة د.سالي كريم السبب إلى خلل نفسي بسبب نمط تربيته في الطفولة، ثم اغترابه في سن مبكرة وبعده عن العطف والرقابة الأسرية، ثم اختلاطه بعدد من أصدقاء السوء في خارج البلاد من أبناء شيوخ النفط والأمراء المرفهين الذين درج بعضهم على المجون والمسخرة وتجريب كل الموبقات باعتبارها مغامرة، وتربط د.سالي بين تلك الميول غير السوية وتعاطيه المخدرات في تلك الفترة أيضا، ما جعله في النهاية عازفا عن الزواج لفترة طويلة رغم توفر كافة الإمكانيات اللازمة لشاب في مثل سنه لكي يتزوج.

أما د.خالد بكري فأرجع السبب ببساطة إلى إنشغاله فترة طويلة في تأمين مستقبل العائلة، بدءا بأول شركة أسسها مع آخرين في الخارج ثم دخوله مع رجال أعمال في أنشطة متعددة، وولائه الشديد لأبيه وحرصه على مساندته طمعا في وراثته، بالإضافة إلى أن إقامته لفترة طويلة في الخارج وتمتعه بجنسية أجنبية وعلاقاته بأقارب أمه (وخاصة خالته الإنجليزية ومعارفها) جعله يفضل العلاقات الفضفاضة ويتمرد على الزواج باعتباره علاقة تقليدية، إلى أن أصبح وضعه محرجا بعد تردد شائعات كثيرة حوله في مصر، وأصبح زواجه ضروريا لاستكمال ملامح صورته كشخص ناضج جدير بالرئاسة.

Thursday, December 01, 2005

فوز الإخوان صفعة في وجه الوطني وجمال مبارك وأبيه



الصحافة العالمية تتابع بدقة "فشل القمع الوطني"
المقال منشور في صحيفة الدستور المصرية الأربعاء 30 نوفمبر 2005

الكلمتان الأكثر تكرارا في عناوين التقارير والتحليلات المتعلقة بالانتخابات المصرية في صحف العالم من باكستان وربما الصين شرقا حتى كندا وأمريكا غربا في اليومين التاليين للمرحلة الثانية هما "الإخوان المسلمين":
"تقدم الإخوان المسلمين يقلق الغرب" - الأسوشيتدبرس (تحليل نشر في عشرات الصحف).
"في ظل الإكراه، الإخوان المسلمون ما زالوا يصعدون" -نيويورك تايمز
"الإخوان يبدأون الزحف نحو الدولة الإسلامية" -التايمز البريطانية
"قمع مبارك يفشل في وقف نجاحات الإخوان المسلمين" -فاينانشيال تايمز
"قوة الإخوان المسلمين تحرج حكام مصر"- واشنطن بوست.

هذا هو الموجز وإليكم الأنباء بالتفصيل، مع ملاحظة مهمة أنني حذفت لدواعي مهنية كل ما يمكن أن تقرأه وتشاهده من صور فاضحة في صحافتنا المصرية –غير الحكومية طبعا- لمآسي وممارسات "حكم البلطجة أو بلطجة الحكم" أمام مقار اللجان الانتخابية في الحلقة الثانية من مسلسل "النظام المذعور"، فيكفيك ما تقرأه في مواضع أخرى.

في تحليل عنوانه "انتخابات مصر تقلق الغرب" كتبت سالي بازبي "لعدة شهور، ظلت إدارة بوش تعلن أنها جادة بشأن دفع الديمقراطية قدما في الشرق الأوسط. وهي الآن على وشك أن تتلقى اختبارا جديا لنواياها".

فمصر، أكبر دولة عربية من حيث عدد سكانها، هبت فجأة على انتخابات شرسة ومنفتحة بدرجة كبيرة يبدو أكيدا أنها ستسفر عن أن الفائز الأكبر فيها هو الجماعة الإسلامية الرئيسية في البلاد، "الإخوان المسلمين" المحظورة.

وقد بدأ حكام البلاد، وهم حلفاء لأمريكا منذ مدة طويلة، في إظهار علامات الرعب: منعت الشرطة الناخبين من التصويت وأطلقت الغاز المسيل للدموع عليهم وهاجم البلطجية أنصار الإخوان المسلمين في الأيام الماضية في محاولة واضحة لمنع التقدم المتزايد للجماعة.

وحتى قبل الدورة النهائية للتصويت يوم الخميس، زادت مقاعد الإخوان -الذي يتنافسون كمستقلين- في البرلمان خمسة أضعاف. وهذا ليس كافيا لعزل الحزب الحاكم، لكنه يعتبر صفعة قاسية للرئيس حسني مبارك.

وبشكل من الأشكال، وعلى الرغم من العنف، تسير الأمور كما يمكن أن يتمنى الرئيس بوش. بعد تسعة شهور من اتخاذ مبارك خطوات أولى نحو الإصلاح تحت الضغط الأمريكي، من الواضح بشكل غير قابل للجدل أن المصريين يتوقون إلى الاختيار والتغيير، وهو الأصل في الديمقراطية.

ورغم ذلك، هناك أمران فيما يتعلق بالانتخابات يمكن أن يثيرا قلق الغرب بشدة:

ـ الأول هو جماعة الإخوان المسلمين نفسها، وما يمكن أن تفعله الآن بعد أن اكتسبت قوة كافية للتأثير على سياسة الحكومة في نظام علماني هي تعارضه.

ـ الثاني الاضطراب الذي يحتمل أن تواجهه مصر أثناء أي تحول،والذي يرتبط بصراع مبارك المعمر ونخبته الحاكمة منذ زمن طويل من أجل أن تقرر ما إذا كانت تتخلى عن السلطة، وإذا كان الأمر كذلك، فبأي درجة وبأي سرعة.

والقضية الثانية تحظى بالاهتمام لأنها مؤثرة في المصالح الأمريكية.

بينما يقول بوش إن من النفاق أن تتخلى الولايات المتحدة عن إصلاح ديمقراطي ملح للأنظمة الاستبدادية مثل تلك الموجودة في مصر والأردن والسعودية في مقابل تأييدها في قضايا أخرى، ما زالت تحتاج واشنطن بعض الحلفاء العرب في الوقت الذي ينشط الموالون للقاعدة، ويتزايد عداء إيران تجاه إسرائيل، ويستمر وضع العراق الدامي.

وسيكون وضع حكومة مصرية فوضوية، ممزقة بالمشاكل الداخلية، أمرا سيئا بالنسبة لأمريكا، العاجزة أو غير الراغبة في المساعدة في تحقيق السلام العربي الإسرائيلي أو تحقيق المصالحة العراقية. ورغم ذلك فإن التراجع الأمريكي عن الديمقراطية يعزز وجهة نظر كثيرين من العرب يرتابون في الدوافع الأمريكية في المنطقة.

حتى الآن، أكدت إدارة بوش على أنها لا تريد سوى انتخابات حرة ونزيهة. وهي لا ترى أي تمييز بين مرشحين شرعيين وأولئك الذين يؤيدون الإخوان المسلمين وكما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية آدم إيرلي إن الإدارة "لا تحبذ نتيجة معينة".

وفي الحقيقة يرى بعض المسئولين الأمريكيين أن الطريقة الوحيدة إلى تحويل جماعات مثل الإخوان إلى الديموقراطية هو وضعهم في نظام سياسي قانوني وترك الناس يقيمون فعليا طريقتهم في الحكم.

ولكن، هناك عدم ارتياح أمريكي تجاه الإخوان، في جماعة ستكون بالتأكيد أقل تكيفا عن مبارك بشأن قضايا مثل إسرائيل بالإضافة إلى أنها تدعو لارتداء الحجاب.

وقد قال زعيم جماعة الإخوان محمد مهدي عاكف إن الجماعة لن تضغط من أجل إلغاء معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، بعد أن أصبح لها تأثير أكبر في البرلمان. لكنه أوضح أن العلاقة مع إسرائيل ليست ودية. وقال "إننا لا نعترف بإسرائيل، لكننا لن نحاربها".

ويخشى البعض من أن موقف جماعة الإخوان المعتدل جدا حاليا –والتي تخلت عن العنفا في السبعينات وقالت إنها تريد إقامة دولة إسلامية عبر الوسائل السلمية- ليس إلا ساتر دخان.

وعندما سئلت إليزابيث تشيني، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للمنطقة وابنة نائب الرئيس، عن الإخوان المسلمين في وقت سابق من هذا الخريف، قالت هناك "أسئلة جدية" عما إذا كانت مثل هذه الجماعات ستحمي حقوق المرأة والحرية الدينية إذا تولت السلطة.

والواقع أن كثيرا من المصريين الذين صوتوا لصالح الإخوان فعلوا ذلك ليس لأنهم يريدون حكومة إسلامية ولكن احتجاجا على نظام مبارك الذي يعتبر نظاما فاسدا على نطاق واسع.

وقد قال محمد مهدي عاكف، زعيم جماعة الأخوان المسلمين، إن عدم الثقة والإحباط والغضب العام المتزايد من حكم الرئيس حسني مبارك وراء الأداء الجيد للإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية.

والانتخابات -من وجهة نظر أمريكية- تمثل "لا" واضحة وبسيطة ضد الوضع الراهن الذي لا يؤيده سوى أقلية محدودة.

لكن على الرغم من وعود الإخوان بالاعتدال، كما يرى بعض المحللين الأمريكيين- يمكن أن تمارس الحكومات ذات النزعات الإسلامية القوية "الترهيب لمعارضيها وتدفعهم إلى الصمت، وتقلص حقوق المرأة والأقليات وتدعم المجموعات العنيفة".

***

وفي نيويورك تايمز يكتب مايكل سلاكمان تحت عنوان "في ظل الإكراه، الإخوان المسلمون ما زال يصعدون في الانتخابات":

رغم أن جماعة الإخوان المسلمون محظورة تقريبا، إلا أنها أثبتت في الانتخابات البرلمانية أنها أقوى مجموعة معارضة مصرية، فهزمت المعارضة السياسية العلمانية وأضعفت احتكار الحزب الحاكم للسلطة. ومع صدور نتائج الدورة الثانية حصل الإخوان على 76 مقعدا – أي أكثر من خمس أمثال أعضاء الإخوان في البرلمان المنتهية دورته.

وتاتي مكاسب الجماعة في الدورة الثانية على الرغم من جهود قوات الأمن لمنع أنصارها من الوصول إلى لجان الاقتراع حسب شهادة مراقبي الانتخابات المستقلين. وهي الآن مجموعة المعارضة الوحيدة التي يحتمل أن تتأهل –نظريا- لترشيح مرشح ضد الرئيس حسني مبارك في الانتخابات المقبلة.

وصحيح أن حزب مبارك الحاكم سيواصل السيطرة على أغلبية كبيرة من مقاعد البرلمان على ما يبدو، بعد فوزه بـ 195 مقعدا. لكن التركيبة الجديدة للمجلس، قد تعني أن الحزب سيجد نفسه مجبرا على الدفاع عن سجله علنا وعن ممارساته ضد الإخوان التي تحظى بتأييد كبير، وتريد جعل مصر دولة دينية تحكمها الشريعة الإسلامية.

هذا التحول قد يجبر إدارة بوش أيضا على أن تقرر ما إذا كانت تتمسك بسياستها في تجنب أي إتصال بالجماعة، مثلما قالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مرارا أثناء جولتها في الشرق الأوسط في يونيو الماضي.

وعلى الرغم من نجاحات الجماعة، من الصعب قياس عمق التأييد الذي تتمتع به، في ظل الإقبال المنخفض على التصويت، والذي تراوح في أغلب الأحيان بين 10 و25 بالمئة. ويرى المحللون السياسيون أن نجاح الجماعة كان على الأقل جزئيا بسبب غياب أي معارضة سياسية منظمة أخرى.

وكان من المفترض أن تكون الانتخابات البرلمانية فرصة للجيل الشاب من قيادات الحزب الوطني تحت قيادة جمال مبارك ابن الرئيس، لمواصلة أجندة تستهدف فتح العملية السياسية -قليلا- وإزاحة الحرس القديم وممارساتهم الأكثر قسوة.

وبدلا من ذلك، فقد بعض كوادر الحرس الجديد مقاعدهم، وقبل أن تنتهي الانتخابات كان واضحا من المسئول. وظهرت الأساليب العنيفة للانتخابات الماضية مرة أخرى، ومنعت الشرطة الوصول إلى مقار اللجان واعتقلت المئات من أنصار الإخوان.

وتظهر نتائج الانتخابات أن هناك حالة مخيفة من الاستقطاب في مصر، وهي ليست لمصلحة أي شخص. ففي مصر الآن تيار ديني من ناحية وحزب فقد شرعيته ومصداقيته ويستميت للبقاء في السلطة على الجانب الآخر.

وقوة الحزب الحاكم التي تمت المبالغة فيها كثيرا، تعود إلى حجمها الطبيعي. وقوة الإخوان المسلمين تظهر كما كان متوقعا حية ومتجسدة.

***

وفي مقال عنوانه "الإخوان يبدأون الزحف نحو الدولة الإسلامية" كتبت صحيفة التايمز البريطانية أن "النجاح غير المتوقع للإخوان المسلمين، الحركة الإسلامية الأقدم والأكبر في العالم العربي، بحصولها على أكثر من خمس مقاعد البرلمان، سيسبب القلق في الغرب وقلق نظام الرئيس مبارك".

هذه النتائج ستجعل الإخوان المسلمين كتلة المعارضة الأكبر لحزب مبارك الوطني الحاكم، وتعطيها الحق في ترشيح مرشح في إنتخابات الرئاسة عام 2011 عندما يتنحى مبارك كما قال.

وبينما كانت الدورة الأولى من التصويت أقل في معدل المخالفات، أشار القضاة المشرفون على التصويت في تسع محافظات إلى زيادة ملحوظة في المخالفات يرجعونها إلى قلق النظام من نجاح الإخوان. وقال القضاة إن مقار اللجان حوصرت ومنع الناخبون من الإدلاء بأصواتهم. ورفضت الشرطة تنفيذ أوامر القضاة المسئولين عن الانتخابات الذين طلب السماح للناس بالتصويت.

***

وفي فاينانشيال تايمز كتب وليام والاس تحت عنوان "قمع مبارك يفشل في وقف نجاحات الإخوان المسلمين في الانتخابات المصرية":

واصلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر نجاحا لم يسبق له مثيل في الانتخابات البرلمانية، بالرغم مما وصفه مراقبون مستقلون محاولة مستميتة من الحكومة لوقف تقدمها.

ومازال حزب الرئيس حسني مبارك الوطني الديموقراطي محتفظا بأغلبية كبيرة بالرغم من خسائره، لكن مستوى نجاح الإخوان كشف الحزب الوطني وأثار قلقا بين المثقفين العلمانيين ورجال الأعمال الذي يخافون من مد الإسلام الأصولي.

وأكدت الانتخابات البرلمانية معضلة واشنطن في الدفع نحو مزيد من الديمقراطية في الشرق الأوسط. وبينما حث الرئيس الأمريكي جورج بوش حليفه القديم مبارك، على تمهيد الطريق للديموقراطية، مثلما فعل في أماكن أخرى في العالم العربي، تواجه واشنطن الآن نتائج قد لا تفضلها.

ورغم أن الجماعة محظورة منذ عام 1954 إلا أنها نجت من عمليات القمع المتكررة بتأسيس قاعدة قوية من التأييد من خلال العمل الاجتماعي وتجنيد الأفراد. وفي حين أن الجماعة تتبنى الديمقراطية، إلا أنها تتتمسك بخط معادي لإسرائيل ومعادي لأمريكا بقوة.

ولم تحصل أحزاب المعارضة اليسارية والليبرالية العلمانية سوى على بضعة مقاعد، الأمر الذي أكد أن جماعة الإخوان هي قوة المعارضة الوحيدة المنظمة في مصر وفرض ضغوطا على مبارك لإعادة النظر في وضعها القانوني وتسبب في زيادة القمع في منتصف الانتخابات.

***

وفي واشنطن بوست نقرأ تحليلا عنوانه "قوة الإخوان المسلمين تحرج حكام مصر": الأداء الجيد للإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية كشف حكام مصر ويمكن أن يغير الحياة السياسية في أكبر دولة عربية.

وبينما يقول مراقبون مستقلون إن الحزب الوطني الديمقراطي لجأ إلى الرشوة وإجبار المواطنين على الخروج للتصويت على نطاق واسع، أظهر الإخوان عمق تأييدهم بتعبئة آلاف النشطاء والفوزر بالمقاعد رغم القمع. وتعتبر النتائج التي حققها الإخوان كبيرة حتى لو كان الإسلاميين لا يمثلون تحديا لتولي السلطة الآن.

وقد حملت الانتخابات حتى الآن رسالة هي أن هناك حاجة إلى ما هو أكبر من الأشكال البسيطة من الرشوة. حاجة إلى أيديولوجية وسياسة ومن الواضح أن الحزب الوطني الحاكم لا يمتلك شيئا من هذا.

والإخوان يتنافسون على ثلث المقاعد فقط حتى لا يثيرون النظام ضدهم وهو كثيرا ما يهاجم الجماعة بحجة أنها ممنوعة رسميا.

وكان تقدير الحكومة أن جماعة الإخوان قوية، لكن ليس إلى هذه الدرجة. وتشير بعض التقديرات إلى أن 20 إلى 25 بالمئة من الأصوات التي حصل عليها الإخوان جاءت من مواطنين صوتوا احتجاجا على الحكومة، لكن الباقي من أنصار الجماعة.

ويعد فوز الإخوان بهذه النسبة صفعة في وجه الحزب الوطني وجمال مبارك - ابن الرئيس الذي قاد جهود إعادة هيكلة الحزب وقاد حملة الحزب في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية هذا العام.

قصة وثيقة الجزيرة كما رصدتها الأوبزرفر




المسارعة إلى منع النشر دليل إدانة -معنوية على الأقل- لبلير وبوش

في عصر يوم جمعة في أوائل شهر يونيو العام الماضي لفتت وثيقة مؤلفة من خمس صفحات موضوعة في صندوق بريد مكتب الدائرة الانتخابية لتوني كلارك، النائب العمالي آنذاك عن منطقة نورثهامبتون ساوث انتباهه. واتضح له على الفور أنها ليست مذكرة سياسية حزبية عادية. وعندما بدأ في قراءة الوثيقة، أصبح واضحا أنها تحتوي على تفاصيل غير عادية لمناقشة بين رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الأمريكي أثناء زيارة توني بلير للبيت الأبيض، في شهر أبريل من العام الماضي.

والوثيقة التي كتبها مساعد رئيس الوزراء بلير الذي رافقه إلى واشنطن ممهورة بعبارة "سري للغاية". وفهم أن الصفحات الخمس شملت تفاصيل انتشار وتحركات القوات. وفي ثنايا الصفحات مناقشات صريحة أيضا حول الهجوم الأمريكي على الفلوجة. وكان واضحا من نغمة المذكرة أن بلير لم يكن سعيدا بشأن الوسائل التي تستخدمها القوات الأمريكية.

ثم، ضمن بضعة سطور قصيرة، جاءت القنبلة: دليل موثق أن الرئيس الأمريكي تحدث عن قصف الجزيرة بشكل صريح. واعتقد كلارك، الذي صوت ضد التدخل العسكري في العراق أنه ليس أمامه خيار غير الاتصال بداونينج ستريت (مقر رئاسة الوزراء) والكشف عما أرسل إليه. وفي اليوم التالي قابله ضباط من الفرع الخاص (سبيشيال برانش-وحدة استخبارات بريطانية معنية بالأمن القومي) في منزله.

واستجوب أيضا ليو أوكونور وهو باحث سياسي (42 عاما)، وموضع ثقة كلارك. المخبرون الذين تحروا تسريب الوثيقة فتشوا أيضا مكاتب كلارك في مجلس العموم. ولم يمض وقت طويل قبل أن تستقر عيونهم على المسئول المحتمل عن التسريب ديفيد كوخ، وهو موظف حكومي (49 عاما) كان قد نقل من وزارة الخارجية إلى مكتب مجلس الوزراء.

وكوخ يعيش وحده في نورثهامبتون، غير بعيد من أوكونر، وكان عضوا في حزب العمال ويتردد على مطعم كان كلارك وأعضاء آخرون بارزون من حزب العمال في المنطقة يترددون عليه.

واعتقل كوخ في الأول من سبتمبر العام الماضي وقبل 10 أيام اتهم بإرسال الوثيقة إلى أوكونر في الفترة من 16 أبريل و28 مايو 2004 بالمخالفة لقانون أسرار الدولة. واتهم أوكونر، بناء على ذلك، بتلقي الوثيقة وفقا للبند الخامس من قانون أسرار الدولة.

وكانت صحيفة صنداي تايمز، التي حصلت على وثيقة مسربة أخرى، قد تحدثت بالفعل في 23 مايو من العام الماضية عن تفاصيل مخاوف وزارة الخارجية العميقة بشأن الطريقة التي تنفذ بها الولايات المتحدة الحرب. وفي ذلك الوقت لم يكن لدى المدعي العام رغبة في إثارة معركة مع فليت ستريت (أي مع الصحافة البريطانية، حيث يستخدم اسم الشارع رمزا لها لأنه المقر التقليدي للصحف البريطانية قديما) وتهديدها بقانون أسرار الدولة. ويتوقع البعض أن الفارق هذه المرة يتمثل في حقيقة، أن مذكرة الجزيرة تسبب حرجا شديدا لإدارة بوش.

وقد مثل كوخ وأوكونر أمام محكمة باو ستريت، جنوب غرب لندن، أمس الثلاثاء في جلسة مغلقة. والجانب الحاسم في هذه القضية هو ما إذا كان القاضي يرى أن جزءا منها يمكن إجراؤه في جلسات علنية.

ويعقد الخبراء القانونيون مقارنة بين هذه القضية وقضية كاثرين جان، الموظفة السابقة في مقر اتصالات الحكومة (التابع للاستخبارات البريطانية) التي نبهت العالم إلى فضيحة التنصت على الأمم المتحدة. وانهارت القضية ضد جان بسبب الخوف من أن تكشف أسرار المخابرات البريطانية في محكمة علنية وتؤدي إلى تساؤلات وشكوك حول مشروعية الحرب.. والخلاصة هي أن المستشارين القانونيين للحكومة يعتقدون أنها لن تجبر على مثل هذا التنازل المذل عندما تذهب القضية إلى المحكمة. هذه المرة لن يرمش للحكومة جفن.

وسواء كان ما قاله الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في 16 أبريل 2004 مجرد نكتة أو كلاما جادا، فإن المذكرة التي تحدثت عنها ديلي ميرور البريطانية تكشف هوس بوش العميق بقناة الجزيرة، هوس يمتد من مكتبه في البيت الأبيض وحتى أكواخ الصفيح وراء الأسلاك الشائكة في خليج جونتانامو. فلماذا ينزعج أقوى رجل في العالم (وفقا لمعايير تدمير الأسلحة التقليدية وغير التقليدية في الترسانة الأمريكية) من محطة تليفزيونية تبث إرسالها على مدار الساعة؟.

الإجابة قد تكمن في أن مراسلي قناة الجزيرة يقدمون رؤية للأحداث تختلف مع رؤية بوش أو ربما أنه لا يريدها أن تظهر، فالحرب التي تخوضها أمريكا في العراق مرتبكة وعنيفة؛ والضحايا في الغالب مدنيون، والمقاومة ليست مجرد شخصيات شريرة غامضة لكنهم بشر عاديون يحظون بتأييد أكثر مما يريد السياسيون الجدد في بغداد أو واشنطن الاعتراف به. ونتيجة لذلك أصبحت الجزيرة موضع هجوم ثابت من البيت الأبيض الذي تضاعفت رغبته في السيطرة على أجهزة الإعلام منذ الحرب في أفغانستان. فضيق الجيش الأمريكي على مراسليها. وقصفت القوات الأمريكية مكاتبها في بغداد وكابول (وادعت أنه حدث بطريق الخطأ) واحتجزت مراسليها وهددتهم واعتدت على بعضهم، ومنعت من العمل في العراق.

والسبب، ليس من الصعب معرفته. عقب هجمات 11 سبتمبر بدأت المحطة التي وصل عدد مشاهديها إلى نحو 50 مليون مشاهد حاليا، بإذاعة سلسلة من رسائل أسامة بن لادن. وكان ذلك سبقا صحفيا بلا شك، لكن المحطة كان عليها أن تتحمل عواقب ثقيلة، فقد رأت الولايات المتحدة أن الجزيرة على أقل تقدير مخترقة من القاعدة، إن لم تكن تنسق معها.

* أخلاق الفرسان مطلوبة أيضا في حال استعمال هذه الترجمة بالإشارة إلى صاحبها
أيمن شرف

ليس غريبا أن تضرب أمريكا قناة الجزيرة- روبرت فيسك




بوش فعلها في بغداد وكابول وكلينتون فعلها في يوجوسلافيا

في مقاله الأسبوعي والذي حمل عنوان "لا عجب أن الجزيرة كانت هدفا" 26 نوفمبر في صحيفة الإندبندنت قدم الصحفي البريطاني المرموق روبرت فيسك شهادة نادرة حول ما كشفته صحيفة الديلي ميرور قبل أيام عن أن الرئيس الأمريكي جورج بوش خطط لضرب قناة الجزيرة الفضائية العام الماضي.. فيسك كان شاهد عيان على محاولة مبكرة للقوات الأمريكية لضرب مكتب الجزيرة في بغداد، قبل ثلاثة أيام من ضرب المكتب بصاروخ بالفعل في 7 أبريل 2003، أودى بحياة الصحفي الأردني –الفلسطيني طارق أيوب، وكان فيسك شاهدا أيضا على قصف المقاتلات الأمريكية لتليفزيون صربيا في 1998.. إنها شهادة تستحق القراءة.. يقول فيها:

في 4 أبريل 2003، كنت أقف على سطح مكتب الجزيرة في بغداد. في الأفق كانت ملحمة شاهقة من حرائق النفط والبنايات المحترقة. والأسلحة المضادة للطائرات في متنزه عام قريب من المكتب كانت تطلق القذائف إلى السماء وأزيز الطائرات يتردد عبر المدينة. وكنت على وشك أن أبدأ مقابلة مزدوجة مع مقر الجزيرة الرئيسي في قطر عندما مر صاروخ أمريكي فوق نهر دجلة من خلفي. وتسبب "حفيف" مساره في صراخ فني قطري التقط الصوت على سماعاته.

وسألني "هل كان ذلك كما اعتقدت؟". وأجبت إنني أخشى أن يكون الأمر كذلك، بينما اندفع الصاروخ كروز المدهون باللون الأبيض تحت أحد جسور دجلة واختفى في تياره. بعد انتهاء "مشاركتي" في البرنامج – طلب التليفزيون مشاهد من قمة السطح لبغداد حتى في هذا اليوم، بينما كان أغلب المراسلين محتجزين في مكاتبهم وفنادقهم بفرق المرتزقة المستأجرين- نزلت إلى غرفة أخبار الجزيرة حيث كان مدير المكتب الأردني- الفلسطيني، طارق أيوب، يحاول تجميع تقريره القادم. قلت له "أنت لديك أخطر مكتب تليفزيون في تاريخ العالم".

وأشرت إلى مدى سهولة أن يكون مكتبه في بغداد هدفا إذا أراد الأمريكيون أن يحطموا تغطيته -التي يشاهدها العالم العربي- للضحايا المدنيين جراء القصف الأنجلو-أمريكي للعراق. فأجاب طارق "لا تقلق، يا روبرت". "لقد أعطينا الأمريكيين موقع مكتبنا بدقة ولذلك لن نصاب بقصف" وبعد ثلاثة أيام، قتل طارق.

وكانت الجزيرة بالطبع قد أعطت إحداثي خريطة مكتبها إلى وزارة الدفاع الأمريكية. وبالفعل، ذهب ضابط الشئون العامة بوزارة الخارجية الأمريكية– وهو رجل من أصول لبنانية اسمه نبيل خوري- إلى إدارة المحطة في قطر في 6 أبريل لطمأنتهم أن مكتبهم لن يتعرض لأذى. ثم في 7 أبريل، بينما كان طارق أيوب يبث مشاهد من بغداد في الساعة 7.45 صباحا من نفس البقعة على السطح حيث كنت أقف قبل ذلك، عبرت طائرة أمريكية فوق نهر دجلة وأطلقت صاروخا واحدا على مكتب الجزيرة. وأسفر الانفجار عن مقتل طارق على الفور. ولم يكن هذا هجوما خاطئا. وحسبما قال لي تيسير علوني زميل طارق أيوب فيما بعد "كانت الطائرة منخفضة جدا، لدرجة أننا اعتقدنا أنها ستهبط على سطح البناية".

تيسير يعرف ذلك. فقد كان مراسل الجزيرة في كابول في 2001 عندما دمر صاروخ كروز مكتبه (الذي كان خاليا وقتها لحسن الحظ). كانت الجزيرة تبث تهديدات وخطب بن لادن من أفغانستان ولم يشك أحد في ذلك الوقت في أن الهجوم - الذي ادعى الأمريكيون أنه كان خطأ - كان متعمدا. وبعد مقتل طارق أيوب في بغداد في 2003، عبرت وزارة الدفاع الأمريكية في رسالة تفسيرية بلا روح عن أسفها لمقتل أيوب، لكنها لم تهتم بتقديم تفسير للهجوم. لماذا يجب أن تفعل؟ ومع ذلك، وفي نفس اليوم، أطلقت دبابة أمريكية طراز أبرامز إم -1 –إيه-1 قذيفة على فندق فلسطين، فقتلت ثلاثة صحفيين آخرين. وقال الأمريكيون إن نيران أسلحة خفيفة كانت تطلق من مبنى الفندق. وكان ذلك أكذوبة.

ولم أكن مندهشا. تذكرت ما حدث في بلجراد في عام 1998، عندما شاهدت الأمريكيين يقصفون مقر تليفزيون صربيا، وهو عمل، حسبما كتبت في الصباح التالي، يسمح لمنظمة حلف شمال الأطلسي بضرب أهداف هي كلمات قالها رجال ونساء – وليس أعمال ارتكبوها. يالها من سابقة يمكن تكرارها في المستقبل؟ كان علي أن أحزر.

ما وجه الغرابة إذن في رغبة جورج بوش في قصف الجزيرة في 2004؟ وما وجه الغرابة في أن اللورد بلير لورد "كوت العمارة" **- الذي يفترض أنه أقنع الرئيس الأمريكي بالعدول عن هذا الجنون الأخير- يهدد الآن الصحافة البريطانية بناء على قانون حماية أسرار الدولة خشية أن يفصحوا عما بداخل علبة الديدان بالكامل، في توافق تام مع تكبر القوة الذي ارتبط بتحالف بوش -بلير الآن. لقد كرر الوزراء البريطانيون بخسة أكاذيب أمريكا عندما قتلت طائرة أمريكية أبرياء في بغداد في 2003 وهم سيغطون بسعادة رغبة بوش الدائمة في قصف أعدائه المفترضين، مهما كانوا أبرياء.

عندما بدأت الجزيرة إرسالها في انحاء العالم العربي، رحب الأمريكيون بظهورها كرمز للحرية وسط دكتاتوريات الشرق الأوسط. وأشاد كاتب نيويورك تايمز الصحفي التبشيري توماس فريدمان بها كمشعل للحرية - وهي سابقة خطيرة أن تأتي هذه المقولة من فريدمان- بينما اعتبر المسئولون الأمريكيون مواد المحطة دليلا على أن العرب يريدون حرية التعبير. وكان في هذا جانب من الحقيقة. وعندما بثت القناة سلسلة رائعة من 16 حلقة عن الحرب الأهلية اللبنانية – وهو موضوع تتحاشاه محطات التلفزيون اللبنانية لحساسيته- أصبح كورنيش البحر المزدحم عادة أمام بيتي في لبنان مهجورا.

العرب يريدون رؤية وسماع الحقائق التي حرمهم منها زعماؤهم.

لكن عندما بدأت الجزيرة نفسها إذاعة كلمات بن لادن، خفت حماس فريدمان ووزارة الخارجية الأمريكية تماما. وبحلول عام 2003، ادعى نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز- ذلك المثل الأعلى للديمقراطية الذي تساءل لماذا ليس لدى جنرالات تركيا "شيء يقولونه" عندما منع البرلمان التركي المنتخب ديموقراطيا القوات الأمريكية من استخدام أرضهم لاحتلال العراق - كذبا أن الجزيرة "تعرض حياة القوات الأمريكية للخطر". ورئيسه دونالد رامسفيلد كذب كذبة أكبر: هي أن الجزيرة تتعاون مع المتمردين العراقيين. وقضيت أياما أتحرى هذه الادعاءات. واتضح أنها جميعا خاطئة. أشرطة هجمات الفدائيين على القوات الأمريكية كان تصل بشكل مجهول إلى مكاتب المحطة، ولم تقم طواقم العمل بالجزيرة بتصويرها. لكن الموت كان اختيارا. وأثبتت الحكومة العراقية المنتخبة حديثا أوراق اعتمادها الديمقراطية بطرد الجزيرة من البلاد - بالضبط مثلما هدد صدام بعمل ذلك في مطلع 2003.

بالطبع، الجزيرة ليست الطفل العبقري في الصحافة. وبرامجها الحوارية يضعفها في أغلب الأحيان استضافة إسلاميين متشددين، وموازنتها تقديم خطب بن لادن المتعبة بمقابلات مع زعماء غربيين هو أقسى من أي أسئلة توضع أمام قيادة القاعدة الملتحية. لكنها صوت حر في الشرق الأوسط - ولذلك هاجمها الأمريكيون في كابول وفي بغداد. وكادوا أن يفعلوها في قطر. ولذلك سيقمع اللورد بلير، لورد "كوت العمارة"، الصحفيين البريطانيين الآن إذا تجاسروا على كشف آخر نقطة من الهوة المظلمة والدامية التي أسقطنا فيها السيدان بلير وبوش.

* بوصف فيسك لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير بتعبير "لورد كوت العمارة" يشير الكاتب إلى أسوأ هزيمة في تاريخ الجيش البريطاني 1915 – 1916 والتي خسر خلالها أكثر من 23 ألف رجل عندما حاصرهم الأتراك من مطلع ديسمبر 1915 وحتى 29 أبريل 1916 في كوت العمارة بالعراق، واضطرت القوات البريطانية إلى الاستسلام في النهاية.- المترجم

** الترجمة على مسئوليتي الخاصة وأهيب بمن ينقلها أن يتحلى بأخلاق الفرسان ويشير إلى مصدرها.. أيمن شرف

Tuesday, November 29, 2005

من يوميات الزعماء والشخصيات العامة

تخيلات مستقبلية لما يمكن أن يحدث بعد خمسين عاما
تنشر تباعا في صحيفة الكرامة المصرية

حسني مبارك
(عقب تفجيرات شرم الشيخ 23 يوليو 2005)

اشمعنى شرم الشيخ.. علشان أنا قاعد فيها طول الوقت.. طيب فاضل إيه تاني وأقعد فين بعد كده؟

جورج بوش
(بعد نشر تقرير ديلي ميرور البريطانية عن نية بوش قصف قناة الجزيرة 22 نوفمبر 2005)

كان إيه اللي حيحصل يعني لو ضربت الجزيرة.. مش كنت هارتاح من الصداع اللي عاملاه في العالم العربي وبعدين في العالم الغربي بعد ما عملوا الجزيرة الدولية الناطقة بالإنجليزية

عمرو موسى
(21 أكتوبر 2005)

زيارتي للعراق هتعملي سوكسيه عالي قوي عند الأمريكان.. لعل وعسى

نعمان جمعة
(3 أغسطس 2005 .. عندما قرر حزب الوفد الخروج على إجماع المعارضة وخوض الانتخابات الرئاسية)

قادة أحزاب المعارضة دول بيستعبطوا ولا إيه.. إحنا مجرد حاجات جنب الحكومة ترفعها وتسيبها تقع وقت ما تحب، لكن اللي يقدر يخطف حاجة يخطفها.

أيمن نور

(قبل استفتاء الرئاسة 1999)

تأييدي ومبايعتي لمبارك السنة دي خطوة كويسة، بعدين أبقى أعارضه زي ما أنا عايز، لما يكون فيه سند تاني غير الدولة

وفد دولي يتفقد "مدينة البلطجية".. في أمان تام


تخيلات مستقبلية لما يمكن أن يحدث بعد خمسين عاما
تنشر تباعا في صحيفة الكرامة المصرية


بعد نجاح تجربة "المدينة الإرهابية" الرائدة منذ ثلاثين عاما والتي تمثلت في إقامة مدينة كاملة الخدمات والمرافق من إذاعة وتليفزيون ومدارس ونوادي اجتماعية وخلافه يقيم فيها الإرهابيون وأسرهم بدلا من السجون، حققت تجربة مدينة البلطجية أيضا نجاحا كبيرا، اتضح أثره تماما في جميع الانتخابات التي أجريت في مصر منذ إنشاء المدينة، وذلك بعد عزل البلطجية والمأجورين والمسجلين خطر وعتاة الإجرام بالإضافة إلى من كانوا يشغلونهم أو يؤجرونهم من المسئولين السابقين أو حتى المواطنين المتنافسين في أغراض الانتخابات أو أغراض أخرى عن المجتمع.

مدينة البلطجية التي صنعت كافة مبانيها ومنشآتها والأدوات المستعملة فيها من الأطباق والملاعق وحتى وسائل النقل من الورق المقوى أو الأخشاب غير الصلبة أصبحت معلما حضاريا مصريا، ومزارا سياحيا عالميا تفخر به مصر، واعتمدته عدة دول في المنطقة حلا لظواهر البلطجة وآثارها.

وقد حضر أمس وفد من "الهيئة الدولية لحماية الانتخابات ومنع الإرهاب والبلطجة" التابعة للأمم المتحدة ولفيف من أسر الضحايا في الماضي احتفالا كوميديا أقامه "سكان المدينة من البلطجية السابقين بمناسبة "الأسبوع العالمي لضحايا البلطجة" الذي يوافق ذكرى الدورة الثانية من آخر انتخابات مصرية شهدت درجة غير مسبوقة من العنف اعتمادا على بلطجية حزب العصر البائد في نوفمبر 2005، وكانت الفعالية الرئيسية في الاحتفال عرض مسرحي اسمه "حكم البلطجة.. بلطجة الحكم" شخصوا فيه أبرز مظاهر العنف الدموي في تلك الفترة باستخدام سيوف وسنج ومطاوي وآلات حادة كلها مصنوعة من الورق ومواد لدنة أخرى غير مؤذية للبشر.

وتمت جولة الوفد في أنحاء المدينة من بوابتها الرئيسية وحتى مسرحها المغطى مرورا بشارع "العادلي" وشارع "الوطني" وشارع "لجنة السياسات" وشارع "لاظوغلي" في سلام تام وبدون أي حراسة أمنية، وزار الوفد النصب التذكاري لـ "البلطجي المجهول" والذي يرمز لأول بلطجي مصري قرر أن ينتقم من رجال الأمن الذين استخدموه في ضرب وقتل أطفال ومواطنين أبرياء، وذلك بعد أن أفاق من توهان "الكلة" التي كان يتعاطها في أقسام الشرطة حتى لا يشعر بأي ألم عند ضربه، وأصبح فيما بعد نموذجا أعلى للبلطجية المقيمين في المدينة.

يذكر أن التجربتين "المدينة الإرهابية" و"مدينة البلطجة" قد حظيتا بتشجيع عالمي من كافة دول العالم، باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية التي قررت الامتناع عن دفع حصتها المالية في "الهيئة الدولية لحماية الانتخابات ومنع الإرهاب والبلطجة"، واعترضت على التجربتين بحجة أنهما تمثلان انتهاكا لحق من حقوق الإنسان في أن يعيش داخل مجتمع طبيعي غير مصطنع، واستقبلت "الحجة الأمريكية" بسخرية لاذعة في محافل دولية، ووصفها وزير خارجية الصين الدولة العظمى في العالم بأنها "حيلة باطلة من المسفيد الأول من الإرهاب والبلطجة في العالم"، وقال مؤرخون ومحللون سياسيون بارزون إن الولايات المتحدة رغم عدم اتباعها مبادئ البلطجة على الصعيد الداخلي إلا أنها دعمت وساندت أنظمة كثيرة في العالم من بينها "نظام العهد المباركي"، وهي تعلم جيدا أن الوسيلة الوحيدة لبقاء تلك الأنظمة هي البلطجة، وأن عنصرا أساسيا في السياسة الخارجية الأمريكية للهيمنة على العالم العربي والإسلامي كان يقوم على ذريعة الإرهاب، ومع اختفاء الظاهرة يفتقد صناع سياستها إلى حجة ضرورية لحروبهم وفرض هيمنتهم في الخارج.

الفيلم الوثائقي "التجريس هو الحل" على قناة الطفل المعاصر



تخيلات مستقبلية لما يمكن أن يحدث بعد خمسين عاما
تنشر تباعا في صحيفة الكرامة المصرية

عرض أمس على قناة الطفل المعاصر الفيلم الوثائقي "التجريس هو الحل"، وحظي الفيلم بنسبة مشاهدة عالية للغاية، بلغت –حسب تقديرات وزارة الرأي- عشرين مليون مشاهد في مصر، وخمسين مليون أخرى في العالم العربي، واستقطبت القناة للمرة الأولى أعداد غفيرة من المشاهدين كبار السن نظرا لطرافة الموضوع.

الفيلم يصور مشاهد من وقائع تجريس المسئولين السابقين الذين اعتادوا إصدار تصريحات كاذبة أو بيانات ملفقة لتبرير قراراتهم، أو تضليل الرأي العام، منذ صدور قانون التجريس قبل عشرين عاما وحتى اليوم.

وتخلد مشاهد الفيلم في المقام الأول يوما مشهودا في تاريخ مصر الحديث وتاريخ مدينة القاهرة بالذات حيث توقفت حركة المرور بالكامل وطافت في شوارع أحياء القاهرة مواكب تجريس كبار المسئولين السابقين يركبون بالعكس (وجوههم للخلف وظهورهم للأمام) حميرا مدهونة بالزفت الأسود ومكتوب على كل حمار اسم راكبه، أما المسئولون الراحلون أو الغائبون الذين غادروا البلاد نهائيا وتعذر إحضارهم لتنفيذ العقوبة فقد سارت حمير تحمل أسماءهم فقط في الموكب تأكيدا على العقوبة المعنوية لهم، وحفاظا على كرامة الحمير واستجابة لمطالب جمعية الرفق بالحيوان واحترام حيوانيته لم تكتب أسماء المسئولين كما هي وإنما كتبت بطريقة إشارية موحية، فحملت بعض الحمير أسماء مثل "حمدي كبارك" و"أعسر كفيف" و"كنال الفاسلي" و"غفوت الطريف" و"عاطس عتيد" و"أمامة الفار" و"أهتم أبو الظيط" وكانت أشهر حالات التجريس في أحياء مصر الجديدة والمعادي ومدينة 6 أكتوبر والمهندسين، وسارت المواكب الغفيرة يتقدمها أطفال يرتدون ملابس جديدة بعد أن اعتبر ذلك اليوم عيدا وطنيا من الدرجة الأولى، يرددون هتافات ابتكروها من وحي اللحظة مثل "فات.. فات وف ديله سبع كدبات" و"حني ديلك يا عصفور.. الكداب ما يشوفش النور"، و"كدبة بيضا كدبة سوده.. التجريس على آخر موضة".

وشمل الفيلم أيضا مقابلات مع عدد من الأطفال المشاركين في ذلك اليوم، قال أحدهم "هوه ده اليوم اللي كنت بتمناه من زمان.. معقول الكبار كل شوية يقولولنا الكدب عيب والكدب حرام واللي هيكدب هيروح النار، وهمه بيكدبوا ليل نهار"، وقال طفل آخر "الحقيقة الحمير هي اللي صعبانة عليه.. تعبت النهارده جدا، لكن عقاب الكدابين ضروري علشان يحرموا".

وبالإضافة إلى زفة الحمار حدد القانون، الذي اشتمل على بند التنفيذ بأثر رجعي، عدة أنواع من التجريس من بينها منع ظهور صورة المسئول في أي صحيفة أو وسيلة إعلام أخرى بدون أن يرسم على رأسه قرون تمييزا له عن المسئولين المحترمين الذين يدلون بتصريحات صحيحة، وقد قررت وزارة التربية والتعليم وضع الفيلم الوثائقي "التجريس هو الحل" ضمن برنامج المقررات المصورة في المدارس بالمراحل الابتدائية والإعدادية، وتوقع خبراء تربويون أن يكون للفيلم تأثيره على مستوى أداء الأطفال عندما يصبحون مسئولين في المستقبل.

Monday, November 28, 2005

بدء العرض المسرحي "30 سنة صابون وعشر سنوات رغاوي"

تخيلات مستقبلية لما يمكن أن يحدث بعد خمسين عاما
تنشر تباعا في صحيفة الكرامة المصرية

يبدأ غدا العرض المسرحي الكبير "30 سنة صابون وعشر سنوات رغاوي" على مسرح الطليعة بمدينة أسيوط، بطولة الفنان الشاب ميمو سمير والفنانة ماي ولفيف من الوجوه الجديدة، والمسرحية مأخوذة عن الرواية التاريخية للأديب الراحل علي الفنجري والتي تناولت أحوال مصر في نهاية القرن الماضي ومطلع القرن الحالي

وفي حوار خاص مع صحيفة "الكرامة الجديدة" قال المخرج وكاتب السيناريو العجوز شادي مدحت العدل الذي أعد النص للمسرح إن المحتوى الأساسي للمسرحية كما يوحي عنوانها لا يتحدث مباشرة عن الشخصيات السياسية التي أدارت الحياة العامة في مصر، وإنما تتناول النتائج السلبية طويلة المدى لنظام الحكم في تلك الفترة

ورفض المخرج تعليقات بعض الصحفيين الذين تصوروا خطأ أن العرض سيتناول شخصيات مثل الرئيسين الراحلين حسني مبارك وخلفه جمال مبارك بشكل مباشر، وقال إن العرض المسرحي يختلف في هذه الجزئية عن الرواية التاريخية تماما، و"أنا لا أريد تكرار أعمال مسرحية سابقة جسدت تلك الشخصيات على المسرح"

وعن طبيعة العرض قال المخرج أيضا إن شخوص المسرحية أقرب إلى التجريد منه إلى الواقعية، فالديكور مثلا عبارة عن فقاعة كبيرة وعلى أرضية المسرح كميات كبيرة من الرغاوي الصناعية، أما الشخصيات التي يؤدونها فهي معان مجردة بالأساس مثل شخصيات "تفاهة هانم" و"نطاعة بيه" و"جهل منقطع النظير" و"كآبة صرفة" و"سطحية بلا حدود" و"بلطجة حتى النخاع" إلى آخره

والطريف أن تذاكر المسرحية صممت على شكل صابونة غسيل من النوع التاريخي "نابلسي شاهين"، وبسؤال المخرج عما إذا كان الممثلين سيكونون عرضة "للزحلقة" بسبب الرغاوي، قال إن النوع المستخدم من الرغاوي الصناعية منزوع منه هذه الصفة، بالإضافة إلى أن الممثلين جميعا سيرتدون أحذية مضادة للزحلقة تحسبا لأي خلل فني، وذلك بعد أن أصيب أحد الممثلين الذي يقوم بدور "بهلوانية تاريخية" خلال البروفة النهائية بخدوش بسيطة أثناء أدائه لحركة أكروباتية صعبة اختل توازنه بسببها

وتحققت نبوءة زغلول النجار: بركان هائل يدمر أوروبا وأمريكا

تخيلات مستقبلية لما يمكن أن يحدث بعد خمسين عاما
تنشر تباعا في صحيفة الكرامة المصرية

وردت أمس واليوم أخبار الانفجار البركاني الهائل في شمال المحيط الأطلنطي، وعم الهلع والفزع أرجاء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بسبب ما يتوقع من تكون غيوم هائلة فوق تلك المناطق تستمر عدة سنوات وتؤدي إلى إظلام تام وعدم وصول أشعة الشمس إليها، وبدأت عمليات نزوح جماعي من شمالي أوروبا إلى مناطق شمال إفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وتزاحم الآلاف أمام مداخل المطارات في المدن الكبرى في ألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وبريطانيا، وتضاعفت أسعار تذاكر السفر إلى الدول العربية وشرق ووسط آسيا وأستراليا باعتبارها مناطق آمنة

وأثارت تصريحات بشأن البركان للشيخ زغلول حسين رئيس جمعية "مريدي زغلول النجار" التي تحتفي بآراء وأبحاث أستاذ الجيولوجيا المصري المعروف وقد تأسست قبل عشرين عاما، موجة من السخرية بين المثقفين المصريين، حيث قال الشيخ في حوار مع قناة "النيل نجاشي" الفضائية إن "نبوءة العلامة زغلول النجار التي تحدث عنها قبل ما يزيد عن 45 عاما قد تحققت"، وتسبب قوله إن "أجناد الله في الأرض" (يقصد البراكين والزلازل) قد هبت لتعاقب البشر العصاة وتؤدبهم على ما اقترفوه في حق أنفسهم وحق البشرية من آثام" في موجة من الغضب في الأوساط الدبلوماسية، حيث أرسلت عدة سفارات أجنبية احتجاجات رسمية إلى الحكومة المصرية، وأصدرت رابطة جمعيات المجتمع المدني العالمية بيانا يطالب القناة والشيخ بالاعتذار رسميا عما بدر منه "من أوصاف غير لائقة وأحكام عامة تفتقد إلى أدنى درجات الموضوعية تمثل إهانة لمجموعات بشرية" وتساءل البيان "ما ذنب أطفال أبرياء لم يرتكبوا جريرة أن يوصموا مع آخرين بأنهم عصاة وآثمون"

وأصدرت رابطة الكتاب العلمانيين بيانا هي أيضا تساءلت فيه "لماذا يتصرف أجناد الله في الأرض بهذه الطريقة العشوائية، فيصيبون ملايين الأبرياء من الأطفال والنساء ومن لا ذنب لهم في مواقف قادتهم السياسيين في أرزاقهم ومصائرهم؟، أليس في حوزة أجناد الله في الأرض قائمة بأسماء السياسيين الفاسدين والمفسدين من عائلة بوش قديما وعائلة شواريزنيجر حديثا لكي تصطادهم فرادى وتعاقبهم عما اقترفوه من حروب وفظائع في حق البشرية؟" وتساءل رئيس الرابطة في حوار على قناة "الجزيرة العلمانية" (أحدث ما أصدرته شبكة الجزيرة الإخبارية العالمية من قنوات متخصصة) قائلا "هل كان أجناد الله في الأرض في حالة سبات عميق منذ قرون؟ ولماذا استيقظوا فجأة؟ ولماذا فوتوا أوقات عصيبة كان ينبغي أن يظهروا فيها عند ضياع القدس من يد المسلمين وعند إبادة الفلسطينين الأبرياء؟" وتابع "يبدو أن عنوان البريد الإلكتروني الخاص بأجناد الله في الأرض كان معطلا عدة قرون فلم يكن يستقبل استغاثات المظلومين والثكالى واليتامى الأبرياء من ضحايا العصاة والمفسدين في الأرض"

وتوقع العلماء والمتخصصون أن يكون للبركان تأثير خرافي على واقع ومستقبل البشرية والمنطقة العربية، حيث انخفضت بالفعل أسعار البترول انخفاضا هائلا بنسبة 50 بالمئة ووصل سعر البرميل إلى 60 دولارا، وقال متخصصون في أسواق البترول إن من شأن النزوح الجماعي من أوروبا وتوقف معظم المصانع الأوروبية والأمريكية عن العمل خلال الأسابيع المقبلة أن يتوقف تماما تصدير البترول إلى الاتحاد الأوروبي وأوروبا وهو ما يعني وفق تقديرات أولية أن يصل سعر البرميل إلى 5 دولارات، وأن ذلك من شأنه أن يدفع الدول المصدرة إلى فكرة تحويل النفط إلى مياه عذبة ليشربونها بدلا من تحلية مياه البحر، حيث أن تكلفة لتر المياه في هذه الحالة ستكون أرخص من تحلية مياه البحر، ولأن تصدير النفط بهذا السعر سيكون خسارة كاملة

وتوقع متخصصون أن تنسحب التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية السلبية الناجمة عن البركان على المنطقة العربية، وتوقعوا حدوث أزمات اجتماعية وسياسية خطيرة في دول الخليج العربي المنتجة للبترول، جراء انخفاض الدخل بشكل دراماتيكي والتراجع المنتظر في الأجور والاعتماد فقط على الموارد الاقتصادية غير النفطية كالسياحة والتجارة التي يتوقع لها أيضا ركودا كبيرا، بالاضافة إلى مشكلة ضياع كافة الاستثمارات الخليجية في أوروبا وأمريكا وضياع الأرصدة المالية الهائلة لتلك الدول في الخارج نتيجة حالة الركود العالمي التي بدأت بوادرها في الظهور

وحسب رأي المتخصصين يتوقع أن تصل الأزمات في دول الخليج النفطية إلى حد الانقلابات العسكرية أو هروب بعض الأسر الحاكمة خشية غضب شعوبها، إلى جانب إمكانية حدوث احتكاكات بين الجاليات الأجنبية الكبيرة المستوطنة في البلاد، والمكونة من عاملين مولودين فيها أو وافدين إليها منذ فترات طويلة، مع المواطنين والنظم الحاكمة، حيث يتوقع أن تمتنع أعداد كبيرة منهم عن العودة إلى أوطانهم الأم حيث الأوضاع الاقتصادية فيها من أسوأ ما يمكن من جانب، ومن جانب آخر لأنهم قد حصلوا في السنوات العشرين الماضية على حقوق المواطنة النسبية بوصفهم مقيمين في تلك البلاد منذ فترات طويلة أو ولدوا فيها

من جانب آخر بادر وزير الدفاع في الجماهيرية العربية الوحدوية الاشتراكية المهلبية العظمى بناء على توجيهات من قائد بلاده الركن المهيب فكري ساعدي القحطاني بإعلان حالة الطوارئ في سلاح حرس الحدود ونشر عدد من الفرقاطات البحرية لمراقبة السواحل ومنع أي مهاجرين غير شرعيين من الدخول إلى بلاده على متن قوارب، وذلك بعد تدفق أعداد منها قادمة من شمال البحر المتوسط إلى جنوبه، وأعلنت حكومة بلاده أنها ستسارع بتقديم مشروع قانون إلى البرلمان يشدد من قواعد اللجوء البيئي (نتيجة لكوارث بيئية) إلى البلاد ويحد من أعداد المهاجرين التي قد تؤثر على النقاء العرقي لمواطني الجماهيرية العظمى

وعلى صعيد الجريمة المنظمة اكتشف الإنتربول الدولي –فرع مصر خلال اليومين الماضين شبكة من "تجار الرقيق" يتجولون في أنحاء أوروبا بحثا عن أوروبيات شقراوات عذارى لجلبهن إلى المنطقة العربية بهدف تسليمهن إلى أثرياء عرب ومصريين مقابل مبالغ طائلة، وقال مصدر كبير في الإنتربول الدولي –فرع مصر إن الشبكة تتستر وراء الدين مستفيدة من فتوى أحد المشايخ بأن "سماحة الإسلام تفرض على الرجال في أوقات الشدة مثل تلك التي ألمت بأوروبا وأمريكا أن ينكحوا الإناث، و يتخذوا إماء لهم ومما ملكت أيمانهم حفاظا على النوع"

وعلى صعيد استراتيجي تنبأ الدكتور وحيد الأدرياتيكي بأن من شأن الهجرات الكثيفة من أوروبا وأمريكا إلى المناطق الدافئة الآمنة في جنوب البحر المتوسط والجزيرة العربية أن تحدث تغيرا نوعيا وكميا في تحسين السلالة البشرية وترفع من قدرات التطور في المنطقة العربية، من خلال المزاوجة بين "المنهج العلمي العملي الذي تتسم به العقلية الغربية والسمو الأخلاقي الأريحي الذي تتسم به العقلية العربية"

إزالة اسم مبارك من على المنشآت العامة


تخيلات مستقبلية لما يمكن أن يحدث بعد خمسين عاما
تنشر تباعا في صحيفة الكرامة المصرية


أظهرت اليوم نتائج استطلاع رأي رسمي أجرته الحكومة أمس شمل جميع المصريين الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات موافقة أغلبية دستورية على إزالة اسم "مبارك" (الرئيسين السابقين حسني وجمال) من معظم المنشآت والمؤسسات العامة

الاستطلاع أجري بناء على دراسة أعدتها الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وجمعية علماء النفس وجمعية العلوم الاجتماعية حول الآثار النفسية والاجتماعية الضارة جراء تكرار اسم مبارك على أذهان المصريين في الشوارع والميادين والمدارس والمستشفيات، والعديد من منشآت الدولة، وشرعت تلك الجمعيات في دراستها بعد أن استفحلت ظاهرة الاكتئاب والهلاوس لدى بعض المواطنين، وكان أشهرها حالة المواطنة سلمى هاني حمدي التي استيقظت من نومها على كابوس، حيث رأت أنها تسير في شوارع كل من فيها مكتوب على صدورهم وجبهاتهم وأقفيتهم كلمة مبارك بلون الدم، بينما يرتدون جميعا ملابس سوداء كئيبة، وتدق أجراس الكنائس ويرتفع صوت المؤذن للصلاة، ولكنها بدلا من أن تسمع رنين الأجراس وكلمات الأذان كانت تسمع كلمة "مبارك مبارك مبارك" بدرجة تصم الأذن، وقرر طبيبها المعالج أن تقيم في منطقة خالية من ذكر الاسم، وتعذر ذلك في مصر فاضطرت أسرتها إلى نقلها إلى خارج البلاد، ورفعت أسرتها دعوى قضائية على الحكومة تطالبها بإزالة الاسم من الأماكن العامة أو على الأقل تخفيف وجوده

وبعد ظهور نتائج استطلاع الرأي الرسمي يحق للحكومة المصرية أن تكلف أجهزة المحليات بتغيير أسماء المنشآت ذات الصلة واختيار أسماء بديلة، وبذلك انتصرت وجهة نظر غالبية المؤرخين والمفكرين المصريين القائلة بأن حجة الحفاظ على التاريخ لا ينبغي أن تؤدي بنا إلى إبقاء رمز يسيء إلى مشاعر المواطنين ويصيب كثيرين منهم بالاكتئاب والقرف
ومن بين المنشآت التي يتوقع رفع اسم مبارك من عليها 700 مسجدا، و450 كنيسة تحمل عبارة "مبارك شعب مصر" على واجهاتها والتي تشير من جانب خفي إلى مبارك، وقد أنشئت جميعها في عهد مبارك الثاني، وكذلك سيرفع اسم علاء مبارك الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم من واجهة استاد القاهرة والذي وضع في عهد أخيه الأصغر، ويعود إليه اسمه الأصلي