Friday, November 03, 2006

السلام في الفن.. -لا مؤاخذة-



مشروع اسمه "حوار في الفن والدين والسياسة" بدأ في أبريل الماضي من خلال سمبوزيزم "قطعة من الفن- سلام في الفن"، شارك فيه 14 فنانا وفنانة من الشرق الأوسط (مصر وإسرائيل وفلسطين)، إلى جانب فنانين ألمان، بأن أقاموا معا لمدة أسبوعين 24 أبريل -7 مايو 2006 في منزل في أمرسبيك قرب هامبورج، بناء على دعوة من مؤسسة هاينريش بول شليزفيش-هولشتاين وأبراشية شتورمارن، ونفذوا عددا من الأعمال الفنية، وتعرض الأعمال التي نفذوها إلى جانب أعمال أخرى من الداخل والخارج في ثماني أماكن في مدينة كييل، وهي تنتمي لفنون التصوير والأعمال المجسمة والفيديو والحفر والسيراميك.

تم الافتتاح بالتزامن مع بدء "الأسبوع الثقافي للشرق الأوسط" 5 - 11 نوفمبر في كنيسة أنسجاركيرشه في كييل، لكن العروض الفنية تستمر حتى 26 نوفمبر، والبرنامج طويل عريض: محاضرات وندوات وعروض مسرحية، ولكن ما يهمنا هنا أسماء المشاركين من مصر: نرمين الأنصاري، محمد طه حسين، شريف الأزمام، أيمن رمضان، داليا راز، ولم يتمكن اثنان من الفنانين المصريين المدعوين من الحضور لكنهما شاركا بأعمال لهما في معرض كييل.

ويهمنا تساؤلات أخرى.. لماذا هذه "اللفة" الطويلة جدا، ناس من مصر وناس من -لا مؤاخذة- إسرائيل، وناس مطحونين غلابة من فلسطين "لا حد بيشتري أعمالهم، ولا حتى يقدروا يعملوا" معارض في ظروف الحصار والقتل والتشريد التي يقوم بها "العسكر الإسرائيليون" ليل نهار فيما تبقى من أراضي لم يغتصبوها ولم يقضموها بعد من فلسطين- الشهيرة حاليا بالضفة الغربية وقطاع غزة-، و"الأكادة" أنهم جميعا يجتمعون في بلاد الغربة عن مصر وفلسطين و-لا مؤاخذة- إسرائيل.. يجتمعون في ألمانيا ليجروا حوارا بالألماني أو "بلغة الفن المعاصر" حول الدين والثقافة والفن. فليكن.. لكن من المستفيد من الأفكار العظيمة جدا التي يجود بها الفنانون المثقفون العظام، ومن الخيالات الرائعة لأصحاب مبادرات "التعايش والسلام"، من هم المستمعون من هو المتلقي؟

أليس أجدر بهم أن يذهبوا إلى تل أبيب ليعسكروا أمام مقر الكنيست أو مقر رئيس وزراء إسرائيل الهمام أو يطوفوا في المعابد اليهودية في إسرائيل ليقولوا لأهلها صراحة ودون لف أو دوران "كفاكم عدوانية وقتلا وسفكا لدماء الأبرياء واغتصابا لحقوق الضعفاء.. كفاكم قبحا أخلاقيا، كفاكم دمامة إنسانية.. هذه ليست أرضكم ولا تاريخ لكم هنا.. أنتم غرباء وستظلون غرباء ما لم تستوعبوا حضارة المكان وتندمجوا فيها، ما لم تستبدلوا هوية الغاصب بهوية المعترف بالذنب، ما لم تصالحوا ضحاياكم".

وبدل أن يقبل فنانونا المفكرون العظام تلافيف الألمان والأوروبيين الذين يبحثون عن جذور "للصراع العربي الإسرائيلي" في الدين والثقافة وينسون عمدا ربما القانون الدولي- ولا يريدون أن ينظروا في المرآة ليعرفوا من السبب في استمراره حتى الآن، أن يقولوا لهم ببساطة "حلوا عن دماغنا وتحملوا مسئوليتكم الأخلاقية وواجهوا الإسرائيليين بحقيقة وحشيتهم –وواجهوا أنفسكم أولا في المرآة، وقولوا لنا من تعهد ويتعهد ببقاء إسرائيل إلى الأبد فوق دماء وعظام الأبرياء من الفلسطينيين والعرب، ومهما كان الثمن من حروب ودمار نكتوي نحن بنارها، وترتاحون أنتم ممن طردوتهم بعنصريتكم من بلادكم.. خذوهم وأريحونا واستريحوا".

لن أقول لفنانينا المصريين المحترمين "عيب أنتم تطبعون مع –لا مؤاخذة- الإسرائيليين ولكن أسألهم أن يقولوا لنا بالأمانة –بعد أن يعودوا من رحلة الحوار الميمونة- ماذا استفدتم ومن أفدتم وما نوع الاستفادة.. لا مؤاخذة!